حضور لحكايات من الموروث الشفهي البدوي.. ورحلات الشناقطة
للمرة الأولى وجدت قصص “ديلول” و”تيْـبَه” و بطولات الصحراء الموريتانية وعشرات القصص التراثية عن الحياة الاجتماعية والتاريخ والحيوانات طريقها إلى آذان الجمهور في المشرق العربي، من خلال عدة أماس ثقافية فنية، نظمت خلال ملتقى “حكايا” في المملكة الأردنية الهاشمية، والذي مثلت فيه موريتانيا للمرة الأولى.
وبحسب عدد من وكالات الأنباء؛ شهد الملتقى حضور عدد كبير من المثقفين والفنانين، والحكواتيين ضمنهم يحيى ولد الراجل، وهو خبير سياحي ودليل في السياحة والتراث، ورئيس منظمة “حكواتيو الصحراء”.
وقدم ولد الراجل قصصا من التراث الموريتاني، والموسيقى، وحياة الرحالة الموريتانيين، مؤكدا؛ في تصريح لصحراء ميديا من العاصمة الأردنية عمّان، أن الحكايات التي قدمها “كانت غنية ومتنوعة، ولاقت تقديرا كبيرا من جانب المشاركين”. وأضاف ان الحكايات التي قدمها مستلهمة من الموروث الشفهي البدوي، واستخدم فيها الحكايات الشعرية والأمثال والأحجيات، وعرض حياة البدو الرحَّل في صحراء موريتانيا.
وخلال اجتماع عقد على هامش المهرجان، برئاسة لجنة تنظيم المهرجان، تم تشكيل لجنة، لمتابعة أنشطة “حكايا” برئاسة الدكتور حسن الجرتلي المدير الفني لـ”الورشة” في مصر، وعضوية يحيى ولد الراجل، رئيس منظمة “حكواتيو الصحراء” من موريتانيا، فرح قاسم مخرجة من لبنان، شريف كنانه أستاذ الفلكلور في جامعة بير زيت برام الله (فلسطين)، فاطمة الزهراء صالح الأستاذة في جامعة السلطان مولاي سليمان، مدير المهرجان الوطني “ليالي الحكايات” في المغرب.
وُلد يحيى ولد الراجل في عام 1962 في بوتلميت بموريتانيا، وهو يتحدث اللغتين العربية والفرنسية. خاض مجالات مختلفة منذ بدأ حياته العملية، ومن بينها عمله دليلاً سياحياً لصحراء موريتانيا وساحلها الغني في شركة “سوماسيرت” للسياحة، والتابعة لمجموعة “اسنيم”.
ومن خلال عمله في الصحراء اكتسب حسا قوياً بحكاياتها. قدم عروضاً في الحكي في موريتانيا وفرنسا والمغرب، كما شارك في تنظيم مهرجانات عدة حول الحكي.
وشارك في الملتقى نخبة من الحكواتيين ذوي المواهب الاستثنائية، بدءاً من الحكواتية الشابة سابين شقير (لبنان)، مروراً بالحكواتيين المخضرمين جهاد درويش وبرالين غيبارا (سفيرا الحكاية العربية في أوروبا)، وصولاً إلى جاك لينش الذي يحمل في جعبته إرثاً من الحكايات الإيرلندية، وآبي باتريكس الذي يطل على جمهوره في عمّان للمرة الأولى، وريتشارد هاملتون مراسل “بي بي سي” الباحث في فن الحكاية في المغرب.
وعقد ملتقى “حكايا” السنوي، العربي المتوسطي، بدعم من الاتحاد الأوروبي، وهدف إلى استعادة مركزية القصة في الفن، وذلك في دورته الرابعة. ونظّم المهرجان كل من “مسرح البلد” و “شبكة حكايا”، بمشاركة 19 فعالية عربية، من مصر وتونس والمغرب وفلسطين ولبنان وموريتانيا، إضافة إلى إيرلندا، وتضمن عروضاً لمسرح الحكواتي، ومعارض وكتباً وعروضاً للأطفال.