نواذيبو ـ سيدي محمد ولد يونس
بدأت قيادة الدرك في نواذيبو تسيير دوريات راجلة لأول مرة منذ انطلاق الحملة الرئاسية نهاية الأسبوع المنصرم.
وتأتي هذه الخطوة بعد التئام المجلس الأمني الجهوي صباح الثلاثاء بمباني ولاية داخلت نواذيبو، على خلفية المناوشات التي حدثت الاثنين بين وحدات من شرطة مكافحة الشغب وعناصر من مناصري الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية وتكتل القوى الديمقراطية أمام المقر الجهوي لحزب اتحاد قوى التقدم، أسفرت عن سقوط جرحى في صفوف المعارضة.
وحسب بعض المصادر، فإن تسيير دوريات الدرك في المدينة يأتي كإجراء احترازي بعد قرار الجبهة والتكتل عدم الإبلاغ عن النشاطات التي يعتزمان القيام بها لرفض انتخابات 06 يونيو المقبل.
وعلى صعيد آخر تقوم دوريات من الشرطة ليلا بإغلاق مراكز الحملة الانتخابية بعد الثانية صباحا، وهي على أهبة التصدي لمواجهات مفترضة، قد تكون لها علاقة بقرار الجبهة والتكتل الأخير.
هذا التأهب الأمني الجديد في مدينة نواذيبو تصاحبه حملة وصفت محليا بالباهتة، إذ أن مختلف إدارات الحملة تعيش في حالة من الترقب والانتظار لما ستسفر عنه مفاوضات الفرقاء السياسيين في دكار.. فمن قائل إن الحملة ستتوقف بعد التوصل لاتفاق بات وشيكا وحتميا، إلى متردد في بذل الجهد والمال في مسار قد يضطر لتأجيله في أية لحظة.
وحدها حملة النساء في نواذيبو لصالح المرشح محمد ولد عبد العزيز لم تتعامل هذه الفرضية، فهي خلية نحل منذ أن تم فصلها عن إدارة الحملة الجهوية التي يسيطر عليها الرجال، تلك الحملة التي تستطع أو لم تشأ أن تشكل لجانها المنتظر إشرافها على مختلف قطاعات الحملة؛ رغم مرور نصف الفترة المخصصة للحملة الرئاسية.
بعض المراقبين في نواذيبو يرون في إحجام الإدارة الجهوية لحملة ولد عبد العزيز عن تشكيل لجانها طيلة الفترة المنصرمة، دليلا قاطعا على تغليب ظن الجنرال المستقيل بحصول اتفاق بينه والمعارضة سيفضي إلى تأخير الحملة الراهنة، إذ ليس من الوارد إقدام أنصاره في نواذيبو على تعطيل حملته الانتخابية دون إشارة خضراء منه.
بينما يرى آخرون أن نجاح مرشحهم في الانتخابات الرئاسية المقررة في السادس يونيو القادم، هو مجرد مسألة وقت، وأن الرهان سيكون حول نسبة المشاركة، وهو ما يرى أصحاب هذا الطرح أن الأيام الأخيرة من الحملة الجارية كفيلة برفع تحديه.
ورغم أن اليومين الماضيين شهدا ارتفاعا ملحوظا في وتيرة تشييد خيام الحملة التي لم يسلم منها سوى حي “المتفجرات” المحسوب على الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية، فإن تلك الخيام ظلت فارغة من المناضلين والمتطفلين، خصوصا من الرجال، باستثناء بعض المحطات القليلة التي تشهد إنعاشا فنيا يرتفع معه مؤشر الإقبال قليلا قبل أن ينجلي غباره عن فتية يمارسون هواية السهر على وقع كاسات الشاي وأوراق اللعب.
ويلاحظ المتجول في شوارع نواذيبو غيابا شبه تام للأحزاب السياسية عن مشهد الحملة الرئاسية، فباستثناء سهرات وخيام لحزب الاتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم، الذي ترأسه الناها بنت مكناس؛ المنحدرة من المدينة، ولافتات يتيمة معلقة على أعتاب المقر الجهوي للحزب الجمهوري للديمقراطية والتجديد، لن تقع عين المتفرج على غير المبادرات المنبثقة، في معظمها، من تجمعات قبلية أو جهوية داعمة للجنرال.
وبين حملتي القبائل والأحزاب تنتصب حملة من نوع آخر يقوم بها شباب من مختلف الانتماءات القبلية والجهوية، يطلقون على أنفسهم “جيل عزيز”، وينفون أية صلة لهم ببقية الحملات الداعمة للمرشح محمد ولد عبد العزيز، و لا يقومون بحملة دعائية لصالح مرشحهم من خلال التوجيه، وإنما يكتفون بتوزيع مواد غذائية وطبية ولعب أطفال وشعارات تحوي النشيد الوطني في الأحياء الفقيرة، وكل ذلك يحمل صور الجنرال وشعار المبادرة، وعلاوة على هذا النشاط يقومون باستطلاع للرأي في مختلف أحياء المدينة حول المرشحين الأربعة للرئاسيات القادمة.
أما فيما يخص الحملة الانتخابية لكل من اسغير وصار وكان، فهي لا تكاد تتجاوز بعض النقاط القليلة، وهو ما يعزوه أنصارهم إلى شح في الموارد، مؤكدين أن شعبية مرشحيهم ستظهر من خلال فرز صناديق الاقتراع.