المركز تضرر كثيراً من تراجع الأمن في المناطق الحدودية الموريتانية المالية
النعمة ـ الرجل بن عمر.
تحت وقع ضربات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تسارعت خطى المنظمات الغربية تاركة المناطق الشرقية من موريتانيا، بعد أن كانت تلعب دورا مهما في توفير الدعم والتأطير للهيئات الصحية في مدينة النعمة، عاصمة الحوض الشرقي.
وكانت منظمة SANTE SUDآخر من يغادر الولاية عام 2010 بعد أن صنفتها الخارجية الفرنسية ضمن قائمة المناطق الأكثر خطورة في العالم، فيما يعرف بالمنقطة الحمراء.
وأدت الأوضاع الأمنية إلى حدوث نكسة حقيقية في مجال صحة الأمومة التي كانت وفياتها قد تراجعت بنسبة 50% بحسب تقدير المامي ولد خير، رئيس منسقية المنظمات والرابطات غير الحكومية بالنعمة.
وشكل افتتاح قسم للتوليد بالمركز الصحي بالنعمة مؤخرا بديلا جزئيا للحملات التحسيسية التي كانت تشرف عليها عدد من المنظمات الدولية؛ حيث ظلت الولاية في صدارة وفيات الأم من أصل 680 حالة وفاة لكل 10.000 امرأة على المستوى الوطني.
ويتموقع القسم الجديد في قلب أحياء “ديلبه”؛ “كلبه” والجديدة بوصفها من أكثر أحياء المدنية هشاشة؛ ما حفز على مجيء النساء لمباشرة ولادتهن على نحو أكثر أمنا وسلامة وتبنيهن عن طريق التكلفة الجزافية LE FORFER؛ ما سمح بمتابعة كل تطوراتهن الصحية من مرحلة الحمل لما بعد الولادة.
ورغم النقص الملاحظ في مجال القدرة الإستعابية للقسم الجديد؛ إلا أن أمينحة بنت حسني أعربت لصحراء ميديا عن ارتياحها النسبي وهي تستلقي على أحد أسرة الولادة.
وأضافت؛ بنت حسني التي رزقت لتوها بمولود جديد أنها تشكر الطاقم النسوي الذي قدم لها يد المساعدة بعد أن اعتادت الولادة في البيت؛ حيث كان يصعب عليها في السابق الانتقال منه للمستشفى الجهوي بالطرف الشرقي من المدينة.
وفي سياق متصل اشتكت لصحراء ميديا ضمن الجولة القصيرة التي نظمتها للمركز عدد من النسوة العاملات كمولدات وقابلات ومتطوعات بالمداومة الليلة.
وقالت النوهة بنت حيبو؛ إحدى المولدات وعاملة بمركز “أنول” إنها إلى جانب 15 من نظيراتها لم يحصلن منذ التحاقهن بالمركز على علاوة الخطر رغم إقرارها مؤخراً؛ مؤكدة أنهن يعمل في الدماء بشكل يومي؛ كما يطالبن بالترسيم وبعقود عمل تضمن لهن حقوقهن المسلوبة منذ أكثر من 10 سنين؛ بحسب قولها.
وفي السياق ذاته أكدت الغظفة بنت عبد الله؛ وهي إحدى المتطوعات تلقت تكوينها الأولي بالمركز الصحي؛ مطالبتها بتعويض شهري لها ولزميلاتها حيث يداومن من الثامنة صباحا حتى الثانية عشر مساءا وبدون رواتب تذكر، وفق تعبيرها.
من جهته أعرب؛ المصطفى ولد المختار؛ مدير المركز الصحي بالنعمة عن تفهمه لمطالب العمال؛ معترفا أن فئة المولدات يعملن بخطورة مع الدماء وهن بصدد الحصول على علاوة الخطر نهاية الشهر المنصرم.
لكنه أشار إلى أن قضية التوظيف التي طالبوا بها تظل مشكلة وطنية يواجهها جميع العقد ويون PNPمنذ سنوات وهي جزء من سياسة الدولة.
وأضاف ولد المختار “أن إدارته كانت قد نظمت يناير الماضي مسابقة لإكتتاب 50 مولدة على مستوى الولاية استفاد منها عدد من المتطوعات اللائي تلقين تكوينات في مجال المتابعة الوقائية بالمراكز.
ونفى ولد المختار في سياق حديثه لصحراء ميديا وجود أي نواقص في المعدات والوسائل بالقسم الجديد؛ موضحا أن المركز لم يكن يتوفر في السابق على جهاز توليد أو أجهزة تصوير ليكوكرافيك؛ حيث أصبح اليوم قبلة لمعظم النساء من الشرائح الأكثر فقرا.