ولد الطايع ينظر لـ”نجاة العرب”.. من “أتون” الربيع العربي..!
نواكشوط : محمد ناجي ولد أحمدو
عاد الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، إلى أحاديث مواطنيه بقوة، بعد نشر وسائل الإعلام خبرا عن تأليفه لكتاب عن الثورات العربية، المسماة “الربيع العربي”.
معاوية، الذي وجه في السنوات الأخيرة من حكمه الموريتانيين إلى المطالعة والاهتمام بالكتاب، عاد إلى الواجهة عن طريق كتاب؛ نظر فيه لتعامل العرب مع مناخ الثورة، وسماه “نجاة العرب”.
كتاب يتلهف بالتأكيد آلاف الموريتانيين إلى قراءته؛ بصفته أول ما سطرته أنامل الرئيس الذي حكمهم لأطول فترة في تاريخهم.
فقرات الكتاب القليلة؛ التي تسربت إلى الإعلام تتحدث عن ثقة الرئيس ولد الطايع، بالشباب العربي؛ الذين عدهم الرجل “صمام أمان الأمة”.
أخلد الرئيس ولد الطايع منذ وصوله إلى العاصمة القطرية الدوحة في الـ 20 أغسطس 2005، إلى الصمت، واعتزل الأضواء، ورفض بإصرار أي حديث لوسائل الإعلام، مفضلا الركون إلى حياة البعد عن الأضواء.
من بين ثمانية رؤساء موريتانيين، يعتبر ولد الطايع ثاني رئيس يؤلف كتابا، بعد مذكرات الرئيس المؤسس المختار ولد داداه.
“ليس غريبا إذا ما نظر ولد الطايع للتعامل مع الثورات، فهو مختص في التخطيط الإستراتيجي” يعلق أحد الصحافيين الموريتانيين.
فجر خبر صدور كتاب الرئيس الموريتاني الأسبق ضجة كبيرة في بلاده، وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي الموريتانية بالتعليقات التي تتناول الخبر، وانقسم الجميع، كعادتهم، حول الكتاب والمؤلف.
والحقيقة أن معاوية ولد الطايع، رغم ست سنوات مضت على الإطاحة به في انقلاب عسكري، نفذه رفقاء السلاح عليه، ما زال ذلك “الغائب الحاضر” في المشهد الموريتاني.
معاوية: المدرس الذي حكم موريتانيا 20 سنة
معاوية.. العسكري الكتوم الذي بدأ حياته العملية مدرسا تنقل في الرتب العسكرية حتى شغل منصب رئيس الوزراء فقائد الأركان، وهو المنصب الذي قاد منه انقلاب ديسمبر، لم يكن يتوقع له أحد من معارفه أن يلعب الدور الذي لعبه، لكنه رجل كان يعمل بصمت، يقول أحد رفاقه في الجندية.
ويشكل ولد الطايع واحدا من أكثر القادة الموريتانيين الذين حظوا باهتمام كبير -وهو خارج الحكم- من طرف الساسة والمواطنين والإعلام المحلي والأجنبي.
ولد معاوية ولد سيدي احمد الطايع في مدينة أطار عاصمة ولاية آدرار عام 1943م، وتلقى تعليمه الابتدائي بها والثانوي في ولاية اترارزة التي عاد إليها لاحقا كمدرس في الابتدائية.
لكن “بريق” الجيش الذي كان طور التأسيس جذبه لتتغير حياته بشكل جذري، بطريقة دراماتيكية، تشبه في بعض تفاصيلها رحلة القائد الأموي الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي بدأ حياته معلما للصبيان في الطائف، قبل أن ينخرط في الجيش الأموي.
أُرسل ولد الطايع في بعثة إلى فرنسا حيث التحق بالكلية الحربية، سلاح المدرعات عام 1958-1961م ليواصل دراساته بالأكاديمية العسكرية الفرنسية “سان سير” (Saint Cyr) وكان من أوائل ضباط الجيش الموريتاني الوليد.
وعاد بعدها للبلاد ليتقلد عدة مناصب عسكرية، إضافة لعمله لسنوات مرافقا عسكريا للرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داداه، ونال ثقة الضباط الأوائل في الجيش، فأضيف لقائمة المشاركين في انقلاب العاشر يوليو 1978م الذي أطاح بالرئيس ولد داداه. ليعين وزيرا للدفاع.
وفي عهد ولد هيداله شغل منصب رئيس الوزراء وقائد الأركان، واستطاع انتزاع ثقة هيداله، لينتهز فرصة غيابه في 12 ديسمبر 1984 ويتزعم انقلابا عسكريا أطاح بالرئيس محمد خونا ولد هيدالة متهما نظامه بالتسبب في تدهور اقتصاد البلاد وملء السجون بالمعتقلين.
بعد سنوات من توليه مقاليد الحكم أعلنت موريتانيا من خلال دستور يوليو 1991 عن نظام تعددي أجريت بموجبه أول انتخابات رئاسية في ديسمبر 1992 فاز فيها الرئيس معاوية بنسبة 62.65%، وسط اتهام المعارضة له بالتزوير على نطاق واسع، وأعيد انتخابه في ديسمبر 1997 في انتخابات رئاسية قاطعتها المعارضة بنسبة زادت على 90.25%. ليعود لاحقا للفوز مجددا بالرئاسة في الانتخابات التي أجريت في 7 نوفمبر 2003 بنسبة 66.69 % من أصوات الناخبين، بعيد المحاولة الانقلابية الفاشلة(يونيو 2003).