مصدر أمني: نعترف بحصول أخطاء.. وسنمضي في “الحفاظ على السكينة العامة”
نواكشوط ـ الربيع ولد ادوم
لم تذق عشرات العائلات الموريتانية والأجنبية خلال عطلة نهاية الأسبوع المنصرم في العاصمة نواكشوط، بعد اعتقال 20 فتاة مساء الخميس- الجمعة من طرف عناصر شرطة تفرغ زينه الساعة التاسعة ليلا بتهمة الإخلال بالآداب والأخلاق العامة.
واحتجاجا على هذا القرار تجمع العشرات من أهالي المعتقلات (بينهن مواطنات وأجنبيات من السنغال وغانا) معتبرين أن قرار التوقيف يمس من شرف بناتهن اللواتي كن “يتحركن بشكل طبيعي في شوارع العاصمة”.
وقال شقيق إحدى المعتقلات لصحراء ميديا: “هذا لا يعقل، اليوم يوم الجمعة ونحن نحتج منذ العاشرة صباحا لإطلاق سراح أختي، ولم نذهب للصلاة في المسجد، أنا ووالدها وزوجها ووالدتها المسنة”؟
وأضاف: “لقد خرجت أختي لشراء علبة لبن من المحل المقابل للبيت لنعلم لاحقا أن الشرطة اعتقلتها، وهذا شكل صدمة لزوجها وعائلتها، لقد طمأننا المفوض محمد يحي ولد سيدي يحي- المفوضية رقم 4 بتفرغ زينه، انه سيتم إطلاق سراحها بعد إجراءات المحاضر، لكننا ناسف حقا لان تنتهج الشرطة هذا النوع من الاعتقالات التعسفية”، قائلا: “إنه أمر يمس الشرف”.
وتم إطلاق سراح أغلب المعتقلات بوساطات وتدخلات من المعارف والأهالي، فيما تدخل رعايا اسبان لإطلاق سراح معتقلتين، وقالت متظاهرة لصحراء ميديا: “لقد اعتقلوا ابنتي من أمام المنزل في مقاطعة السبخة.. هذا أمر خطير”، وكانت السيدة تحتج وتبكي أمام المفوضية مضيفة: “أشعر فعلا بالإهانة بسبب ما حدث”..
وأقرت المفوضية لأهالي المعتقلات أنها فعلا اعتقلت بعض الفتيات دون ان يتأكد عناصرها بأنهن يقمن بأعمال مخلة بالآداب”، مشيرة إلى أن “هنالك رصد لبعض السيدات وهن يقمن بأعمال مشبوهة”، ولا تزال الشرطة تعتقل 3 فتيات.
وقال مصدر أمني من المفوضية لصحراء ميديا إن الشرطة “تحاول الحفاظ على السكينة العامة.. والقرار ووجه باستنكار شديد، فعلا كانت هناك أخطاء، بعض المعتقلات متزوجات وهنالك معتقلة في الــ 12 من عمرها، وبعض الأهالي كان غاضبا”.
وأكد أن المفوضية “تجاوبت مع المحتجين بمرونة وتم إطلاق سراح من تأكد خلو ذمته من أي تصرف مخل بالأخلاق”، قائلا: “هنالك فعلا نية لدى الأمن بخوض حملات لفرض مزيد من احترام الآداب العامة في الشارع”.
وكانت نواكشوط رفعت حظرا للتجول منذ ثلاثة أشهر، كانت تنفذه فرقة الدرك المختلطة في الأحياء الشعبية بعد منتصف الليل (دار النعيم – عرفات – توجنين)، واليوم تثير هذه الحملة الأمنية التي تنطلق في التاسعة مساء مخاوف بعض الحقوقيين ممن يعتبرون ذلك حدا من حرية المرأة بحسب تعبيرهم.