ولد عبد العزيز الذي غادر إلى بانجول مساء الأربعاء، عقد مباحثات ماراتوينة مع يحيى جامي، استمرت لأكثر من ثلاث ساعات في القصر الرئاسي ببانجول.
وبحسب مصادر “صحراء ميديا” فإن يحيى جامي بدا في المباحثات متشبثاً بالبقاء في الحكم، ومواجهة خيار التدخل العسكري الذي تلوح به المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، ويصفه جامي بأنه “تدخل أجنبي” في شؤون غامبيا.
بعيد المباحثات أدلى الرئيس الموريتاني بتصريح لوسائل إعلام غامبية قال فيه إن هنالك أملاً في التوصل إلى حل سياسي للأزمة في غامبيا، من دون أن يعطي تفاصيل أكثر حول محاور مباحثاته مع جامي.
طائرة ولد عبد العزيز غادرت بانجول دقائق قبيل نهاية مأمورية جامي، متوجهة نحو العاصمة السنغالية دكار، فأي حل للأزمة الغامبية لا بد أن يمر من هناك، حيث يقيم الرئيس المنتخب أداما بارو.
استقبل ولد عبد العزيز في المطار من طرف الرئيس السنغالي ماكي صال، وأجريا مباحثات في انفرادية في قاعة الشرف بمطار ليبولد سيدار سينغور.
ولكن مباحثات عزيز وصال التي ركزت على تطورات الأزمة في غامبيا، غاب الرئيس الغامبي المنتخب أداما بارو، الموجود في دكار منذ عدة أيام، عن بدايتها قبل أن يلتحق بهما بعد ذلك.
مباحثات صامتة
ولد عبد العزيز الذي عبر عن بعض “الأمل” في حديثه مع الصحافة الغامبية، رفض وهو يخرج من مباحثات مطار دكار أن يدلي بأي تصريح للصحافة السنغالية.
صمت مطبق أحاط بالمباحثات التي احتضنتها قاعة شرف مطار دكار، غادر ولد عبد العزيز بهدوء وصمت إلى طائرته التي حلقت عائدة إلى نواكشوط.
بينما توجه الرئيس السنغالي إلى قصره على شواطئ المحيط الأطلسي، وعاد بارو إلى مقر إقامته بعد أن تحركت عقارب الساعة متجاوزة منتصف الليل لتمنحه لقب رئيس جمهورية غامبيا الإسلامية، ولكن الشرعية لا تكفي وحدها لإقناع جامي بالتخلي عن السلطة.
اليوم أصبحت غامبيا تعيش برأسين، حاكم فعلي يفتقد للشرعية، ورئيس شرعي لا يملك الحكم، وبين هذين الرجلين، تستمر معركة لي الأذرع، فيما وصل حتى الآن عدد المهاجرين الفارين من حرب محتملة إلى عشرات الآلاف أغلبهم من الأطفال.