محمد ناجي ولد أحمدو
أكد رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز اليوم الثلاثاء ان “موريتانيا قطعت نهائيا علاقاتها مع اسرائيل”، وحسبما نقلت وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” عن ولد عبد العزيز خلال استقباله بالقصر الرئاسي في نواكشوط للسفير الفلسطيني في موريتانيا عدنان ابو الهيجاء.
وفي خطوة فهم منها مراقبون في نواكشوط “احراقا موريتانيا لمراكب العودة الى اسرائيل” أكد عزيز أن موريتانيا “لم تحصل على أية فوائد من العلاقة مع إسرائيل وأن ما حاول البعض تسميته بالمستشفى الإسرائيلي هو مبنى موريتاني، وما قدمه الإسرائيليون لموريتانيا لا يتعدى قشور لا تذكر، وأن طاقم السفارة الإسرائيلية وأمتعته قد غادروا موريتانيا بصورة نهائية”.
وكالة الانباء الموريتانية الرسمية لم تشر الى فحوى حديث الرئيس عزيز مع السفير الفلسطيني، واكتفت بالقول بان المحادثات تناولت “الوضع في الأراضي الفلسطينية والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وكانت المطالبات قد تصاعدت المطالبات مؤخرا بقطع العلاقات الموريتانية الإسرائيلية رسميا، حيث اكتفت موريتانيا بتجميد تلك العلاقات خلال قمة الدوحة في يناير 2009، قبل أن تتبع ذلك بـ”طرد” السفارة الاسرائيلية، لكن من دون أن تصدر الخارجية الموريتانية بيانا رسميا تعلن قطع نلك العلاقات.
ودخلت على الخط فعاليات موريتانية من احزاب سياسية معارضة وهيئات مجتمع مدني طالبت الاسابيع الماضية بقطع جميع الروابط الدبلوماسية مع “الكيان”، عقب التهديدات الاسرائيلية للمسجد الاقصى المبارك.
وهكذا شن رئيس الجمعية الوطنية رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير هجوما عنيفا على النظام في مؤتمر صحفي نهاية الاسبوع متهما له ب”الاستمرار في العلاقات مع اسرائيل، ليعود زميله محمد ولد مولود رئيس حزب اتحاد قوى التقدم ليكرر نفس التهمة.
الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني الذي يحسب على التيار الإسلامي، تقدم بنفس الطلب للحكومة الموريتانية، دعوة قديمة، فمنذ ان ولدت تلك العلاقات في مستوى مكاتب رعاية المصالح، والضغوط تتصاعد مطالبة بقطعها.
لكن الرد جاء سريعا هذه المرة من خلال مداخلة لوزيرة الخارجية الموريتانية الناها بنت مكناس السبت الماضي ، رغم التزاماتها الخارجية في ساحة ملتهبة على الساحة الدبلوماسية في مهرجان على غير العادة، حيث قالت إن موريتانيا لم تعد تقيم أي علاقات مع اسرائيل.
وكان الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد أعلن في قمة الدوحة الملتئمة اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة ان “موريتانيا جمدت علاقاتها مع الدولة العبرية”، وأضاف في تصريحات في مطار نواكشوط لدى عودته من الدوحة ان موريتانيا لم تمارس عليها اية ضغوط لاتخاذ قرار تجميد العلاقات مع اسرائيل.
وقال ولد عبد العزيز في تصريح للصحفيين عقب عودته من قمة الدوحة “اننا ندرك ونعي طبيعة القرارات التي نتخذها ونعرف أهميتها وليس هناك أي ضغوط يمكن ان تمارس علينا، لاننا دولة مستقلة نقدر أبعاد الامور. وقد اتخذنا هذا القرار بعد دراسته ونعرف اهميته ونتيجته كذلك”.
واضاف عزيز معلقا على الاستقبال الشعبي الكبير الذي نظم له” إن الشعب الموريتاني معني بما جرى ومتعلق بقضية الشعب الفلسطيني المضطهد الذى يتعرض للإبادة الجماعية على يد إسرائيل”.
واعتبرت موريتانيا هي ثالث دولة عربية بعد مصر والأردن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل على مستوى السفراء. وقد بدأت العلاقات بين الدولتين في نوفمبر 1995 ، على هامش مؤتمر برشلونة للحوار الارو متوسطي، في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، على الرغم من الرفض الشعبي لتلك العلاقة.