طلبت وزارة الصحة السعودية اليوم الثلاثاء وقف منح تأشيرات الحج والعمرة لمواطني غينيا وليبريا، بسبب مخاوف من تفشي وباء ايبولا الفتاك المنتشر في البلدين, بين حشود المعتمرين والحجاج.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن الوزارة تقدمت بهذا الطلب رغم أن منظمة الصحة العالمية لم تطلب أي حظر على السفر والتجارة مع هاتين الدولتين, وذلك “انطلاقا من حرصها وحفاظا على صحة المواطنين والمقيمين والزوار”.
ووصفت هذا الإجراء بأنه “احتياطي نظرا لخطورة المرض وسهولة انتقاله بين الحشود البشرية”.
ولا وجود للقاح أو دواء لمعالجة الإصابة بفيروس ايبولا، ووحدها الاجراءات الوقائية تسمح بالحد من انتشاره مثل إقامة مراكز للحجر أو عزل المرضى وتطهير منازل المصابين بشكل مستمر.
وقالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا التي تضم 15 بلدا بينها غينيا وليبيريا وسيراليون إنها تشعر “بقلق كبير” من الوباء الذي يشكل “تهديدا اقليميا خطيرا”, ودعت الأسرة الدولية إلى تقديم المساعدة.
لبنان يترقب بحذر..
من جهته بدأ لبنان أمس الاثنين إجراءات طبية احترازية بمطار رفيق الحريري الدولي ببيروت وذلك تحسبا لانتقال فيروس “إيبولا” الى البلد عبر المسافرين القادمين من بعض الدول الإفريقية التي ينتشر فيها هذا الفيروس وحيث نعيش جالية لبنانية مهمة.
وأكد بيان لوزارة الصحة أن فرقا طبية تابعة لها بدأت ب”اتخاذ اجراءات في المطار الدولي إثر انتشار فيروس “إيبولا” في عدد من الدول الإفريقية، وذلك منعا لانتقال هذا الفيروس الخطير إلى لبنان عبر أي من المسافرين الوافدين من هذه الدول”.
وأوضح المصدر أن هذه “الفرق تقوم بالكشف على المسافرين الوافدين من افريقيا، وتحديدا ممن ظهرت عليهم أعراض حرارة مرتفعة أو إسهال أو سعال أو ضيق تنفس أو آلام حنجرة، وفي حال الاشتباه بأي حالة يتم نقلها فورا إلى أقرب مركز صحي لتطبيق العلاج الطارئ”.
من جهتها طلبت رئاسة مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت في رسالة موجهة إلى شركات الطيران العاملة فيه تزويد مركز الحجر الصحي في المطار بأسماء “المسافرين القادمين من دول غينيا، وسيراليون وليبيريا، لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة في مركز الحجر الصحي”.
وتأتي الإجراءات الاحترازية في مطار بيروت، نظرا للوجود الكبير للجاليات اللبنانية في بلدان غرب افريقيا.
انتشار غير مسبوق
و قالت منظمة أطباء بلا حدود الاثنين إن غينيا تواجه “وباء غير مسبوق” نتيجة انتشار حمى ايبولا مع 22 حالة مؤكدة 78 وفاة مسجلة عبر البلاد، من أصل 122 سجلت إصابتهم بالفيروس.
ونصف هذه الحالات سجل في كوناكري، والنصف الآخر في مدينتين في الجنوب غيكيدو (ست حالات) وماسينتا (خمس حالات).
وقال ماريانو لولي منسق المنظمة في كوناكري في بيان “نواجه تفشيا غير مسبوق للوباء نظرا إلى توزيع عدد الحالات على الأراضي مع انتشاره في مدن عدة جنوب البلاد وكذلك العاصمة كوناكري”.
وأضاف ان منظمة أطباء بلا حدود كانت ناشطة خلال كل فترات تفشي وباء ايبولا تقريبا في السنوات الماضية، لكنها كانت أكثر انحسارا وسجلت خصوصا في مناطق نائية. مشيرا إلى أن انتشار الوباء يعقد كثيرا عمل المنظمات التي تنشط لوقف انتشاره.
وسجلت حالات مشبوهة منها قاتلة في ليبيريا وسيراليون وهما بلدان مجاوران لغينيا. وتأكدت اصابتان في ليبيريا بحسب منظمة الصحة العالمية.
وفي غينيا واصلت السلطات الغينية وشركاؤها منها منظمة الصحة وأطباء بلا حدود اليوم الثلاثاء الجهود لوقف تفشي وباء ايبولا.
ويعتقد العلماء أن الشعائر الجنائزية التي يكون فيها الأصدقاء والأقرباء على تماس مباشر مع جثمان الميت تلعب دورا كبيرا في انتقال الفيروس الذي يمكن أن يتم أيضا عن طريق لمس الحيوانات التي تحمل الفيروس سواء كانت حية أو نافقة.
ولا وجود لأي لقاح أو دواء لمعالجة الإصابة بفيروس ايبولا ووحدها الإجراءات الوقائية تسمح بالحد من انتشار المرض, مثل إقامة مراكز للحجر أو عزل المرضى وتطهير منازل المصابين بشكل مستمر.
وقال ميشال فان هيرب، العضو في منظمة أطباء بلا حدود الموجود حاليا في غيكيدو في بيان “ان سلالة زائير لفيروس ايبولا (المنتشرة في غينيا) هي الأكثر فتكا وتقتل أكثر من تسعة أشخاص من أصل 10”.
وايبولا هي حمى نزيفية يسببها فيروس وهي من أشد الأمراض المعروفة فتكا بحيث تؤدي إلى الوفاة في تسعين بالمائة من الحالات,
وأطلق على اسم الفيروس اسم ايبولا نسبة إلى نهر يقع شمال جمهورية الكونغو الديمقراطية, حيث رصد للمرة الأولى في 1976.
وقد تسبب بوفاة 1200 شخص من أصل 1850 أصيبوا به في أخطر موجات وبائية أصابت وسط إفريقيا. لكنها المرة الأولى التي ينتشر فيها الوباء بهذه الطريقة في بلد في غرب إفريقيا.
وكشف عن الفيروس للمرة الأولى عام 1976 في إحدى المقاطعات الاستوائية الغربية بالسودان وفي الكونغو الديمقراطية المجاورة.
وينتقل فيروس ايبولا من خلال ملامسة دم المريض وسوائل جسمه كما يمكن أن ينتقل بسبب التعامل مع حيوانات برية تحمله وخصوصا القردة والشامبانزي والغوريلا والنسانيس والظباء.