الملك محمد السادس يؤكد أن التجربة المغربية بنيت على أساس “التكافل والتضامن”
أغادير ـ يعقوب ولد باهداه
أزيد من 1700 شخصية من بينهم حوالي 300 من أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا، و40 وزيرا من مختلف القارات، ضمنهم وزير التعليم الأساسي الموريتاني، ووزيرة الوظيفة العمومية، وشخصيات أخرى تتولى مسؤوليات حكومية ودولية سامية حضرت “المنتدى الوطني للتنمية البشرية” الذي تنظمه الحكومة المغربية لعرض ونقاش وتطوير تجربتها في هذا المجال في إطار دولي أوسع.
العاهل المغربي الملك محمد السادس قال في كلمة موجهة للمشاركين في المنتدى الذي بدأ اليوم الاثنين في مدينة أغادير إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية “تجربة مغربية من صنع المغاربة، ومن أجل المغاربة”.
وأضاف الملك الذي ينعقد المؤتمر تحت رعايته السامية ان المغرب حرص على أن يضفي على المبادرة “روح المواطنة المغربية المسؤولة، سواء في مقوماتها، أو في تصورها الأصيل، لتعد تجسيدا للنموذج التنموي المغربي المتميز، ودليلا قاطعا على قدرة بلادنا على الإبداع، والعمل على تدارك العجز الاجتماعي، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل، وتقديم المساعدة للأشخاص في وضعية صعبة”.
وأوضح العاهل المغربي في الكلمة التي تلاها وزير الداخلية المغربي الطيب الشرقاوي، أن هذه المبادرة التي تستمد جذورها من الثقافة المغربية الأصيلة، قوامها التكافل والتضامن، ترتكز على نهج استراتيجي متكامل، من شأنه أن يمكننا من رفع التحديات الكبرى، التي تواجه البلاد في الميدان الاجتماعي.
وأبرز أنه اعتبارا لما تقوم عليه هذه المبادرة من منظور خلاق، ومقاربة تشاركية غير مسبوقة، فقد مكنت من تسريع وتيرة التحولات الاجتماعية، داخل المجالات المستهدفة، وتمكين السكان من أسباب العيش الحر الكريم، وإشاعة الثقة في المستقبل.
ويعكف المشاركون في هذا المنتدى على بحث حصيلة خمس سنوات (2005-2010) من إنجازات القرب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والرياضية، والتي كلفت غلافا ماليا إجماليا يتجاوز 10 مليارات درهم مغربي.
ويبحث المشاركون في المنتدى التنمية البشرية وإعادة توزيع الثروات، و العلاقة بين التنمية البشرية والتنمية المستدامة، وكذلك دور الجهات المحلية في مكافحة الفقر والهشاشة.
الجلسة الافتتاحية للمنتدى شهدت عرض شريط يرصد مختلف الإنجازات التي تمت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في فترتها الأولى (2005/2010) بعدد من مناطق المملكة، حيث مكنت استراتيجية القرب التي تقوم عليها المبادرة، من إنجاز عدد من المشاريع التي ساهمت في تحسين وضعية فئات عديدة من المجتمع المغربي.
وشهد اليوم الأول جلسة علمية حول موضوع “التنمية البشرية وإعادة توزيع الثروات” ترأسها عبد اللطيف الجواهري والي بنك المغرب (محافظ البنك المركزي)، وشارك فيها صلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية، و دومينيك ستروس خان المدير العام لصندوق النقد الدولي، و شامشاد أختار نائبة رئيس البنك العالمي المكلفة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، و عبد الرحمن الكلاوي من البنك الإسلامي.
في حين تناولت الجلسة الثانية، العلاقة الجدلية بين برامج التنمية البشرية والحفاظ على البيئة في إطار سياسات للتنمية المستدامة، وترأسها مصطفى الباكوري رئيس الوكالة المغربية للطاقة الشمسية، وشارك في تنشيطها لويس سولاري الوزير الأول البيروفي الأسبق.
أما الجلسة الثالثة، فبحثت الأدوار التي يمكن أن تضطلع بها الجهات في القضاء على الفقر و الهشاشة، و ترأسها محمد برادة وزير المالية الأسبق، و مشاركة فضيلة عمارة كاتبة الدولة الفرنسية المكلفة بسياسة المدينة، و يحيى حميدو عمارة وزير الدولة وزير الإدارة الترابية واللامركزية الكاميروني.
ويتضمن جدول أعمال المنتدى ورشات حول المقاربة التشاركية عامل للنهوض بالتنمية البشرية ومؤشرات قياس التنمية البشرية، و الشراكة والاندماج، والأنشطة المدرة للدخل.
وبحسب مذكرة وزعتها الجهات المنظمة، فان انعقاد هذا المنتدى الدولي جاء استجابة لثلاثة بواعث أولها الأهمية المتزايدة التي توليها المنظمات الدولية للتجربة المغربية في مجال التنمية البشرية، إضافة في كونه يأتي استجابة لممثلي الدول الافريقية المشاركة في الملتقى الافريقي للجماعات (البلديات) والحكومات المحلية. في حين يعود السبب الثالثة لكون السلطات المغربية أرادات أن تجمع شخصيات محلية ودولية سامية ومنظمات دولية “لإثارة النقاش، قصد تبادل الافكار والتجارب وإثارة النقاش حول المواضيع الجوهرية المرتبطة بقضية تحتل اهمية قصوى وتعد من قضايا الساعة”.