أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الاثنين، مباحثات في موسكو مع رئيس المرحلة الانتقالية في مالي، الجنرال أسيمي غويتا، في إطار زيارة رسمية تهدف إلى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقالت الرئاسة المالية، في بيان، إن اللقاء “يأتي في سياق تعزيز التعاون بين مالي وروسيا”، مشيرة إلى توقيع عدة اتفاقيات شراكة في مجالات ذات اهتمام مشترك.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية الرسمية، أقر بوتين بأن حجم التبادل التجاري بين موسكو وباماكو ما زال متواضعاً، لكنه أشار إلى وجود “زخم إيجابي” في نمو العلاقات، مع فرص واعدة للتعاون المستقبلي في مجالات الطاقة، والموارد الطبيعية، والخدمات اللوجستية، والعمل الإنساني.
وأضاف بوتين أن روسيا تحتفظ بعلاقات تقليدية مع مالي تشمل قنوات متعددة، سواء على المستوى الحكومي أو البرلماني، مؤكداً التزام موسكو بتوسيع هذا الحوار.
وتأتي الزيارة في أعقاب إعلان انسحاب مجموعة “فاغنر” الروسية من مالي، بعد نحو ثلاث سنوات من النشاط العسكري في البلاد، على أن تتولى مهامها مجموعة “فيلق أفريقيا” التابعة لوزارة الدفاع الروسية، في مؤشر على انتقال الحضور الروسي من العمل شبه العسكري إلى إطار رسمي ومؤسساتي.
وتُعد مالي من بين الدول الإفريقية التي أعادت توجيه بوصلتها الاستراتيجية من الشراكة مع فرنسا – القوة الاستعمارية السابقة – إلى التعاون العسكري والسياسي مع موسكو، بعد انقلابين عسكريين في 2020 و2021.
ويواجه البلد الواقع في منطقة الساحل حالة من عدم الاستقرار الأمني المتواصل منذ عام 2012، مع تنامي نفوذ الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، إضافة إلى فصائل مسلحة أخرى.
وشهدت الأسابيع الأخيرة تصعيداً في الهجمات استهدفت مواقع للجيش المالي، وسط صعوبة واضحة في بسط السيطرة على المناطق النائية.