قبل عشرينَ سنة من الآن حملتُ مع كوكبة من الطيبين همَّ وغمَّ التغيير وصناعة فن يحترم الإنسان وذوقَ الإنسان ، فن ينتمي شكلا ومضمونا إلى “الفن الملتزم” فنِّ “القضية” .
هاجمتنا معاولُ من حطَّمنا “اصنامهم” في رابعة النهار ، ولم يمنعنا ذلك من التراجع فعِتاق الخيل لا يتولَّى فُرسانها يوم الزحف ، والوطنُ عندنا اكبرُ من شذاذ آفاق لا يمثلون إلا انفسهم وفنهم الهابطَ هُبوط اسهُمهم في ساحة الوغى ..
تخندقنا إلى جانب الحق وتحققت احلامنا حين انتجنا مسرحا يُحْكِمُ العقل ، مسرحا يثير إشكالات وجودية وفلسفية ، مسرحا يسيرُ بك سبلا فجاجا وطرائقَ قِددا في عوالم الجمال “الموتى يرقصون” “نهاية دكتاتور” ، “خارجون من المقابر” ، ولم يقتصر عطائنا وطنيا فمارسنا التجلي والتشظي في مسارح العالم وكتبنا بمداد من الرِّفعة اسم وطن يسقيه “فاعلوه” ومن أتمنوا على فعله الثقافي كاسا دِهاقا من العذاب .
لم نكتفي بهذا وقادنا الإصرار نحو صناعة اعمال تلفزيونية ما يزال الموريتاني يحفظها “اسما” و”فعلا” “يومياتُ أسرة” “ورطة في ورطة” و”وجوه من خشب” .
فجأة ودون سابق موعد دخلت قوافل من الهُمَّجِ والسُذَّجِ المجَالَ وكانت جرادا لا يبقي ولا يذر ،تصدينا لها بالصبر والرفعة ومن كَبِدِ السماء اسَّاقطت تجاربنا فكانت رجوما لشياطينها وادعيائها ، ومع ذلك لم نستطع محاصرة “سرطانها” والنتيجة صرح الرفعة هَوَى ، هُدَّتْ اركانه ، وهاجرتْ الخُيُول..
قد يقول قائل إن هذا بعض هذيان لعزيز قوم ذَل ، والواقع غير ذلك ، إنها صرخة “فاعل” يراد له مع رفاقه أن لا يكون غير راقص يدور في “حفلة عُري” يرغم الموريتاني على مشاهدتها رغم انفه ، وإلا كيف يعقل ان تسمح وزارة الثقافة بلعب دور “المتفرج” “السكران” وهي من كان يجدر به كقطاع وصي على الفن أن يكون خطَّ الدفاع الاول عن الثوابت والقيم وعن تجربة مُحترمة شهد لها الناس ب”الرُّشد” في زمن “الغَي” .
اليست وزارة الثقافة “مسؤولة” – ولو بصفة غير مباشرة – عن مضمون مادة تصنع رأيا عاما وتدخل بيوتاتنا دون استثناء؟ ، ألا يجدر بالقيمين على هذه الوزارة أن يضعوا معايير واضحةً يَمِيزُونَ بها بين الطيب والخبيث ويفرقون بين الغث والسمين ؟
إلى متى تبقى الوزارة مكتوفةَ الايدي وهي تشاهدُ موادًا فنيةً تخدش الحياء العام وتسيئ إلى التجربة المسرحية والتلفزيونية في هذا البلد ؟ أم ان الوزارة بتركها الحبلَ على الغاربِ لهؤلاء الهُمَّجِ تريد تمييع مجال ضحينا في سبيل وجوده بزهرة شبابنا ؟
بالمقابل كيف يسمح تلفزيوننا الرسمي بالتعامُل مع مُنْتِج لا تاريخ له في المهنة إلا ما تعلق بأكل حقوق الناس ؟، كيف يقبل تلفزيون” الموريتانية” التعامل مع مُنْتِج له سوابقُ ثقافيةٌ مخجلةٌ ابسطها استغلاله لوظيفته ومسؤوليته للسفر بزوجته واخته إلى مهرجان للمسرح قصد السياحة ؟
كيف لنا ان نستسيغَ وجودَ لجنة لاختيار “الاعمال التلفزيونية” ولا يوجد من بينها ممثل للفناين يدافع عنهم ، أي منطق يجعل “الموريتانية” تفتح الباب للمنتجين وتنافسهم من خلال “اقنعة” و”رموش مستعارة” يضعها مديرون “جَهَلَةٌ” لا يفقهون في الفن شيئا ، لقد بلغ السيل الزبى وما عاد الأمر يُطاق ، فهل تتخذ إدارة “الموريتانية” قرارا للتاريخ بتوقيف هذه “المهازل” التي تبث على شاشتها؟
إن القنواتِ المستقلةَ هي الأخرى وهي تتحفنا بأعمال هابطة تعتمدُ المباشراتية والتنكيت التافه وتقدم أوجها بلا تجاربَ تشارك وإن على استحياء في تمييع هذا المجال ، وقد آن الأوان لتراجع هي الأخرى نفسها قبل أن تكون شريكا رسميا لن يرحمه التاريخ يوم “الحساب الفني”.
لست ضد دخول أوجه جديدة مجالَ التمثيل والإنتاجِ ولا ضد تجديد “طبقة الممثلين” فالفن هو معلم الأجيال وقد ربانا على حب الخير للآخرين والاعتراف بجهودهم ومواهبهم إن وجدت وفي تاريخي ما يشفع لي وأنا الذي كونت اجيالا عدة ومنحتها فرصة الظهور وفرصة الإدارة الفنية ، لكنني بالمقابل لأن اسمح لنفسي بالسكوت على تمييع مجال لا املك فكاكا من حبه وهو وطني الأول والأخير وفي ارضه تمارس خيلي الصهيل آناء الليل واطراف النهار .
سنتان هجرت فيهما التمثيل واخترت الصمت عَلَّ الواقع يتغير وحين ادركت ان السكوت خيانة لهذ الفن الذي يسكنني كشفت الحقائق حتى يتبين للناس الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ وليكونوا على دراية أن ارض الفن تكاد تميد من تحت اقدامنا بعد ما تحول اهل هذا المجال إلى اعجاز نخل خاوية ، وإني اليوم على يقين ان هذا الفن لن يتطور وقادته يتقاتلون على بقايا تمرة فخناجرٌ مرفوعةٌ وحِرابُ ، لن يتطور وصُنَّاعُه ليسوا على قلبِ رجل واحد ، لن يتطور وأهله ما بين منافق معلوم النفاق او كذاب اشرْ ..
هاجمتنا معاولُ من حطَّمنا “اصنامهم” في رابعة النهار ، ولم يمنعنا ذلك من التراجع فعِتاق الخيل لا يتولَّى فُرسانها يوم الزحف ، والوطنُ عندنا اكبرُ من شذاذ آفاق لا يمثلون إلا انفسهم وفنهم الهابطَ هُبوط اسهُمهم في ساحة الوغى ..
تخندقنا إلى جانب الحق وتحققت احلامنا حين انتجنا مسرحا يُحْكِمُ العقل ، مسرحا يثير إشكالات وجودية وفلسفية ، مسرحا يسيرُ بك سبلا فجاجا وطرائقَ قِددا في عوالم الجمال “الموتى يرقصون” “نهاية دكتاتور” ، “خارجون من المقابر” ، ولم يقتصر عطائنا وطنيا فمارسنا التجلي والتشظي في مسارح العالم وكتبنا بمداد من الرِّفعة اسم وطن يسقيه “فاعلوه” ومن أتمنوا على فعله الثقافي كاسا دِهاقا من العذاب .
لم نكتفي بهذا وقادنا الإصرار نحو صناعة اعمال تلفزيونية ما يزال الموريتاني يحفظها “اسما” و”فعلا” “يومياتُ أسرة” “ورطة في ورطة” و”وجوه من خشب” .
فجأة ودون سابق موعد دخلت قوافل من الهُمَّجِ والسُذَّجِ المجَالَ وكانت جرادا لا يبقي ولا يذر ،تصدينا لها بالصبر والرفعة ومن كَبِدِ السماء اسَّاقطت تجاربنا فكانت رجوما لشياطينها وادعيائها ، ومع ذلك لم نستطع محاصرة “سرطانها” والنتيجة صرح الرفعة هَوَى ، هُدَّتْ اركانه ، وهاجرتْ الخُيُول..
قد يقول قائل إن هذا بعض هذيان لعزيز قوم ذَل ، والواقع غير ذلك ، إنها صرخة “فاعل” يراد له مع رفاقه أن لا يكون غير راقص يدور في “حفلة عُري” يرغم الموريتاني على مشاهدتها رغم انفه ، وإلا كيف يعقل ان تسمح وزارة الثقافة بلعب دور “المتفرج” “السكران” وهي من كان يجدر به كقطاع وصي على الفن أن يكون خطَّ الدفاع الاول عن الثوابت والقيم وعن تجربة مُحترمة شهد لها الناس ب”الرُّشد” في زمن “الغَي” .
اليست وزارة الثقافة “مسؤولة” – ولو بصفة غير مباشرة – عن مضمون مادة تصنع رأيا عاما وتدخل بيوتاتنا دون استثناء؟ ، ألا يجدر بالقيمين على هذه الوزارة أن يضعوا معايير واضحةً يَمِيزُونَ بها بين الطيب والخبيث ويفرقون بين الغث والسمين ؟
إلى متى تبقى الوزارة مكتوفةَ الايدي وهي تشاهدُ موادًا فنيةً تخدش الحياء العام وتسيئ إلى التجربة المسرحية والتلفزيونية في هذا البلد ؟ أم ان الوزارة بتركها الحبلَ على الغاربِ لهؤلاء الهُمَّجِ تريد تمييع مجال ضحينا في سبيل وجوده بزهرة شبابنا ؟
بالمقابل كيف يسمح تلفزيوننا الرسمي بالتعامُل مع مُنْتِج لا تاريخ له في المهنة إلا ما تعلق بأكل حقوق الناس ؟، كيف يقبل تلفزيون” الموريتانية” التعامل مع مُنْتِج له سوابقُ ثقافيةٌ مخجلةٌ ابسطها استغلاله لوظيفته ومسؤوليته للسفر بزوجته واخته إلى مهرجان للمسرح قصد السياحة ؟
كيف لنا ان نستسيغَ وجودَ لجنة لاختيار “الاعمال التلفزيونية” ولا يوجد من بينها ممثل للفناين يدافع عنهم ، أي منطق يجعل “الموريتانية” تفتح الباب للمنتجين وتنافسهم من خلال “اقنعة” و”رموش مستعارة” يضعها مديرون “جَهَلَةٌ” لا يفقهون في الفن شيئا ، لقد بلغ السيل الزبى وما عاد الأمر يُطاق ، فهل تتخذ إدارة “الموريتانية” قرارا للتاريخ بتوقيف هذه “المهازل” التي تبث على شاشتها؟
إن القنواتِ المستقلةَ هي الأخرى وهي تتحفنا بأعمال هابطة تعتمدُ المباشراتية والتنكيت التافه وتقدم أوجها بلا تجاربَ تشارك وإن على استحياء في تمييع هذا المجال ، وقد آن الأوان لتراجع هي الأخرى نفسها قبل أن تكون شريكا رسميا لن يرحمه التاريخ يوم “الحساب الفني”.
لست ضد دخول أوجه جديدة مجالَ التمثيل والإنتاجِ ولا ضد تجديد “طبقة الممثلين” فالفن هو معلم الأجيال وقد ربانا على حب الخير للآخرين والاعتراف بجهودهم ومواهبهم إن وجدت وفي تاريخي ما يشفع لي وأنا الذي كونت اجيالا عدة ومنحتها فرصة الظهور وفرصة الإدارة الفنية ، لكنني بالمقابل لأن اسمح لنفسي بالسكوت على تمييع مجال لا املك فكاكا من حبه وهو وطني الأول والأخير وفي ارضه تمارس خيلي الصهيل آناء الليل واطراف النهار .
سنتان هجرت فيهما التمثيل واخترت الصمت عَلَّ الواقع يتغير وحين ادركت ان السكوت خيانة لهذ الفن الذي يسكنني كشفت الحقائق حتى يتبين للناس الخيطُ الأبيضُ من الخيطِ الأسودِ وليكونوا على دراية أن ارض الفن تكاد تميد من تحت اقدامنا بعد ما تحول اهل هذا المجال إلى اعجاز نخل خاوية ، وإني اليوم على يقين ان هذا الفن لن يتطور وقادته يتقاتلون على بقايا تمرة فخناجرٌ مرفوعةٌ وحِرابُ ، لن يتطور وصُنَّاعُه ليسوا على قلبِ رجل واحد ، لن يتطور وأهله ما بين منافق معلوم النفاق او كذاب اشرْ ..