تلقت أسماء بنت عبد السلام، الموريتانية الوحيدة المتبقية في بانغي عاصمة افريقيا الوسطى، عشرات المكالمات الهاتفية، منذ أن نشرت صحراء ميديا خبرا حول حالتها، قبل ثلاث أيام (مساء الأحد الماضي)، وجاءت تلك المكالمات من أبرز رجالات الدولة، في مقدمتهم مكتب الرئيس محمد ولد عبد العزيز، حيث اتصل مدير ديوانه أحمد ولد باهية، على السيدة وطمأنها بأن الدولة ستتدخل ولن تهملها.
وقالت بنت عبد السلام في اتصال مع صحراء ميديا أمس الثلاثاء، إن السلطات الموريتانية تدخلت وتبذل جهودا لإخراجها من افريقيا الوسطى عبر ممر آمن، وقد استعانت موريتانيا بالفعل بعلاقات دبلوماسية إقليمية، حيث زار “أسماء” القائم بالأعمال السوداني في بانغي، في إطار تنسيق مع السلطات الموريتانية. وقدم لها تطمينات بأنها ستخرج وتغادر بطريقة آمنة نحو موريتانيا.
وأضافت أسماء بنت عبد السلام، أن عشرات المكالمات انهالت عليها، وأن هاتفها لا يتوقف عن الرنين، ولا تكاد تجد وقتا للنوم، منذ اللحظات الأولى لنشر الخبر على صحراء ميديا،؟ وقالت “اتصل بي مدير ديوان الرئيس، وعدد كبير من النواب والعمد والتجار، والناشطين الحقوقيين، والصحافيين والمدونين والمواطنين العاديين، كما اتصل بي عدد من رجال الأعمال المعروفين جداً في موريتانيا، وبعضهم طلب عدم كشف اسمه”. مشيرة إلى جميع المتصلين أبدوا استعدادهم الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم الممكن، لمساعدتها في الخروج من مأزقها.
وأثنت بنت عبد السلام على الروح الإنسانية العالية التي عالمتها بها الحكومة الموريتانية، وتدخلها السريع لتأمين خروجها من بانغي، التي تشهد صراعا داميا، أصبح يأخذ طابعا دينيا بين المسلمين والمسيحيين. وقدمت شكرها لكل المتصلين بها، قائلة إنهم أشعروها بكرم وطيبة وأخلاق الموريتانيين.
وأبدى عشرات المدونين والناشطين على الشبكات الاجتماعية تعاطفهم مع السيدة، وتداولوا على نطاق واسع رابط الخبر الذي نشرته صحراء ميديا ميديا حول أسماء، التي فصلتها قوات ميليشيا موالية للحكومة الحالية في افريقيا الوسطى، عن ركب الموريتانيين المغادرين للبلاد، وذلك بعد أن قدمت لهم جواز سفر تشادي. وتعرضت للاعتداء، وأرغمت على العودة إلى بانغي، و منح لها رجل أعمال مسلم، إقامة في فندق صغير يملكه، لكنها عبرت عن حالة الخوف والهلع التي تنتابها، نتيجة ظروفها الصحية الصعبة، وحالة الانفلات الأمني في بانغي.