عقدت لجنة التحقيق التي شكلها البرلمان الموريتاني للتحقيق في بعض ملفات عشرية الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، اليوم الخميس، اجتماعها الأول الذي أسفر عن تولي نائب «مونكل» احبيب ولد اجاه رئيساً للجنة، فمن هو هذا المحامي الصامت الذي برز نجمه منذ وصول محمد ولد الشيخ الغزواني إلى الحكم؟
ولد اجاه من مواليد مطلع خمسينيات القرن الماضي بمونكل، جنوب شرقي موريتانيا، تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة كإداري مالي، أكمل تعليمه في فرنسا، والتحق بسلك المحامين نهاية الثمانينات.
شغل في بداية مساره المهني عدة وظائف إدارية، منها عمله في خزينة الدولة في عدة ولايات، كما عمل مع عدة منظمات دولية وإقليمية منها منظمة استثمار نهر السنغال.
دخل ولد أجاه الساحة السياسية مع بداية التعددية السياسية التي شهدتها البلاد سنة 1992، وظل يمارس نشاطه السياسي على المستوى المحلي، فرشحه الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي سنة 2001، الحاكم آنذاك، لمقعد نائب «مونكل»، وظل محتفظا بمقعده في البرلمان حتى الآن.
بعد الانقلاب على الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطائع، حافظ ولد اجاه على مقعده في البرلمان حين ترشح لنفس المنصب من حزب اتحاد قوى التقدم خلال انتخابات 2006 البرلمانية.
خلال الأزمة السياسية التي شهدتها البلاد سنة 2008، بعد الانقلاب على نظام الرئيس المدني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، برز ولد أجاه ضمن النواب الذين حجبوا الثقة عن الحكومة، وكان من قادة ما عرف آنذاك بـ «الكتيبة البرلمانية»، وعُرف بقربه من الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.
بعد إعلان ولد الشيخ الغزواني الترشح لرئاسة موريتانيا، مطلع شهر مارس من العام الماضي، عين احبيب ولد أجاه مكلفا بالشؤون القانونية لحملته، وبعد توليه الحكم تم الدفع به لرئاسة فريق الحزب الحاكم في البرلمان، خلفا للنائب محمد يحي ولد الخرشي المحسوب على الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.
عُرف ولد اجاه بهروبه عن الأضواء والعمل بصمت، ففي أوج أزمة المرجعية التي عصفت بالحزب الحاكم نهاية العام الماضي، كان ولد اجاه في قلب الأزمة، واحتضن منزله في العاصمة نواكشوط عدة اجتماعات لنواب الحزب المناوئين لعودة ولد عبد العزيز إلى المشهد السياسي، وقرر ولد اجاه ورفاقه جمع التوقيعات على عريضة تتخذ من «غزواني» مرجعية للحزب.
يقول المقربون منه إنه يفضل العمل بصمت، كما عرف عنه الابتعاد عن وسائل الإعلام، له تصريحات قليلة أغلبها باللغة الفرنسية، لكنه يكرس اليوم حضوره في الواجهة حين تم اختياره لقيادة لجنة برلمانية ستحقق في العديد من الملفات الكبرى خلال العشرية الأخيرة تشوبها تهم فساد.