وأكد البيان الذي تلاه باسم الحاضرين الشيخ محمد مامون إبراهيم نياس الخليفة العام للطائفة التيجانية الإبراهيمية “أن المآذن ليس لها مدلول سياسي، ولكنّها مظهر عمرانيُّ لمكان عبادة المسلمين”.
وأشار البيان إلى أن “ما حدث في سويسرا ليس بالأمر العارض ولكنه جزء من ظاهرة تجلَّت في الرسوم الكاركتيرية بالدنمارك ، ونزع حجاب الطالبات في فرنسا مما يعد امتداداً لسلسلة أعقبت إعلان الحرب الصليبية على الإسلام منذ الحادي عشر من سبتمبر 2001”.
وأكد العلماء والأئمة الذين نظموا تظاهرة الاحتجاج على منع المآذن في سويسرا،”أن قرار منع المنارات ليس من مصلحة المجتمع الإنساني في شيء؛ لأنَّ فيه عدم اعتراف بالآخر وانتهاك لحريته في الاعتقاد ، وعودة لعصر الاضطهاد الديني كما أنه يثير الكراهية والعنصرية الدينية ضد الأقليات المسلمة في أوربا؛ مما قد يفتح أبواب التطرف عدا كونه يشكل انتهاكاً للقيم الإنسانية التي تزعم الحضارة الأوربية الالتزام بها مثل الحرية والعدل والمساواة والإخاء الإنساني”. وحيا البيان المواقف الأوروبية التي استنكرت المنع مشيرا إلى أن ذلك يرجع لكون الإنسان يصدر عن أصل واحد وله ضرورات حياتية واحدة هي الدين ـ وحق الحياة ـ وحق صون الذات والكرامة الإنسانية ـ وحق حرية الاعتقاد والفكر والتعبير، والنسب وحق والتملك؛ مما “يجعل من غير المستغرب أن تتحرك الفطرة السليمة وتفصح عن نفسها من خلال ردود أفعال من قطاعات واسعة من المجتمع الأوربي تستنكر ما حدث، وقد شمل ذلك منظمات حكومية ودولية، ومنظمات المجتمع المدني الأوربي وغيرها”. وشدد البيان على أنه “من الأجدى للمجتمع السويسري وغيره من المجتمعات الأوربية أن يراعوا أولاً عهودهم ومواثيقهم التي تدعوهم إلى الحفاظ على قيم التعايش مع الآخر وإتاحة الحريَّات وبخاصة حريّة التعبير عن الشعائر التعبدية للجميع، وأن لا ينسوا- في ظلِّ تنامي الاعتماد المتبادل بين الأمم والشعوب- أنَّ ثمة مصالح مشتركة بينهم وبين أمم العالم الإسلامي وشعوبه؛ وقد يؤدي مثل ما حدث هذا إلى تقويضها” وحول تعامل المسلمين مع هذه الواقعة، أو الظاهرة في مجملها أكد البيان أنه “يجب أن يكون تعامل بالإصلاح ما استطاعوا، ولا يجب أن ينسيهم ما جرى للأقلية المسلمة في سويسرا الصدع بقيم الإسلام الذي يدعو إلى الوحدة لا إلى التفرق، ويدعو إلى التعايش لا إلى الإقصاء، وذلك يقتضي من المسلمين في بلاد الإسلام كافة، أن يقدموا النموذج الأمثل لقيم دينهم من خلال الإحسان إلى الذين يلونهم من غير المسلمين، فالدين المعاملة” .يذكر أن مجموعة العلماء والأئمة التي التأمت في هذا الاحتجاج تنضوي تحت لواء جمعية أنصار الدين التي أسسها الشيخ إبراهيم نياس قبل سبعين عاما لنشر الاسلام واللغة العربية في إفريقيا.وتقوم الجمعية بنشاطات تحسيسية دائمة في مواجهة تهويد القدس ولنصرة النضال الفلسطيني.