توفي اليوم الأربعاء، الرئيس الشرفي لحزب اتحاد قوى التقدم الموريتاني (UFP)، بابكر موسى في العاصمة السنغالية داكار، حيث كان يتلقى العلاج، بعد معاناة طويلة مع المرض.
يُعتبر موسى أحد أبرز الوجوه التاريخية في الحركة الوطنية الديمقراطية (MND)، فقد لعب أدوارًا محورية في حزب اتحاد القوى الديمقراطية، ثم في حزب اتحاد قوى التقدم بعد تأسيسه أواخر القرن الماضي.
وتقلد خلال مسيرته السياسية عددًا من المناصب القيادية داخل الحزب، حيث شغل منصب نائب الرئيس محمد ولد مولود، ثم رئيسًا للمجلس الوطني للحزب، قبل أن يُنتخب رئيسًا شرفيًا للحزب خلال مؤتمره الأخير عام 2020، وهو المنصب الذي ظل يشغله حتى وفاته.
إلى جانب أدواره الحزبية، عمل موسى مع عدة منظمات دولية، كخبير واستشاري طوال مسيرته السياسية.
كما شغل منصب وزير مستشار بالرئاسة عام 2008، خلال فترة مشاركة حزبه في الحكومة في عهد الرئيس الراحل سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.
قاد الراحل وساطة صلح في آخر أدواره الحزبية، عام 2018، بعد الخلافات التي ثارت داخل أروقة الحزب بين الجناح المنشق الذي يترأسه محمد المصطفى ولد بدر الدين وكادياتا مالك جالو، وقيادة الحزب، برئاسة محمد ولد مولود، إذ “لم يألو جهداً لرأب الصدع وطي الخلاف، وتقريب وجهات النظر وقتها” وفق ما أكدت مصادر مطلعة داخل الحزب لـ(صحراء ميديا).
كتب عنه رفيقه في حزب “اتحاد قوى التقدم” المحامي لو غورمو عبدول: “فقد حزبنا وجميع قوى التغيير في البلد، بوصلة وقائداً تقدمياً أصيلاً، جسّد الاستقامة، والثبات على المبادئ، والتواضع، وحب شعبنا متعدد القوميات”.
ونعاه السياسي شداد ولد المختار عبر صفحته على الفيسبوك قائلا: ” بابكر موسى لم يعد بيننا.. يصعب عليّ تصديق ذلك! كان الرجل يجسد الحياة بكليتها”.
موسى الذي ولد لأسرة أرستقراطية فُلانية، تتمتع بمركز طبقي في أعلى الهرم الاجتماعي في مدينة بوغه الواقعة جنوب غرب موريتانيا، انخرط في العمل النضالي مبكراً في صفوف الحركة الوطنية الديمقراطية، التي كانت تطالب بالمساواة والعدالة الاجتماعية، والقضاء على الفوارق الطبقية.