أثارت حلقة خاصة من برنامج “شباب توك” الذي يبثه التلفزيون الألماني، الكثير من الجدل في موريتانيا، وتسببت في جدال بين وزير الشباب والرياضة محمد ولد جبريل وعدد من الموريتانيين النشطين على موقع “الفيس بوك”.
الحلقة التي تم تصويرها وبثها من العاصمة الموريتانية نواكشوط، في إطار جولة يقوم بها البرنامج في العواصم العربية، شهد مواجهة بين الوزير وعدد من الشباب العاطلين عن العمل.
وقد تحول السجال الذي بدأ في الحلقة إلى صفحات موقع “الفيس بوك”، حيث خرج الوزير عن صمته ليشارك في ذلك النقاش الذي استقطب العديد من شباب المعارضة وبعض قادة المجلس الأعلى للشباب.
الوزير والحوار
وزير الشباب والرياضة الموريتاني محمد ولد جبريل، يعد واحداً من الوزراء الموريتانيين القلة الذين يمتلكون حساباً معروفاً يحمل اسمه وصورته على “الفيس بوك”، وقد كتب عبر هذا الحساب أن مشاركته في حلقة “شباب توك” تأتي في إطار تبني الحكومة نهج “الحوار والانفتاح”.
وأوضح الوزير في تدوينته التي حظيت بتفاعل كبير، بأن وجوده في الحلقة أمام الشباب الموريتاني، يدخل في سياق “الحوار والانفتاح كمقاربة لمعالجة القضايا الوطنية بشكل عام والقضايا الشبابية بشكل خاص”، على حد تعبيره.
واتهم الوزير بعض الأطراف السياسية التي لم يسمها “بمحاولة إخراج كلامه في البرنامج عن سياقه”، متهما تلك الأطراف “بالإفلاس في الخطاب والتغطية البائسة على عقلية اجتماعية يجب تغييرها”، معتبرا أن حديثه عن التخصصات الأدبية لا يعني إقصاء المتخرجين منها.
وكان جدل كبير قد أثير حول حديث الوزير عن عدم جدوائية التخصصات الأدبية والعلوم الإنسانية، مطالباً الشباب بالتوجه إلى تخصصات يحتاجها سوق العمل، وهي التصريحات التي ردت عليها إحدى الشابات بأنه “قتل حلمها” لأنها خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
الوزير يبرر
ولد جبريل تساءل في تدوينته: “كيف يعقل أن يتم في بلادنا احتكار فرص العمل في مجال الصيد من طرف الأجانب في الوقت الذي يبرر بعض شبابنا عزوفه عنه بذريعة الخوف من البحر؟”.
وأضاف في السياق ذاته: “كيف تعقل سيطرة الأجانب على قطاع الخدمات في بلادنا، في الوقت الذي يجلس بعض شبابنا متفرجين، متذمرين ومشتكين من البطالة؟”.
ودافع الوزير عن النظام القائم، وقال إنه افتتح أكثر من 26 مركزاً للتكوين والتدريب المهني، كما افتتح أكاديمية للصيد تضم مختلف أسلاك المهنة، وافتتاح مدرسة عليا للهندسة بتخصصات متعددة، ومعهد فني عالي للزراعة في روصو.
ودعا الوزير الشباب إلى “عدم الانجرار وراء الخطابات السياسية المفلسة والمضيعة للوقت وللحلم وللطموح، وأن يغتنموا تلك الفرص المتاحة من أجل بناء مستقبلهم، لأن الوطن بحاجة إلى جهودهم ومهاراتهم باختلافه”، وفق تعبيره.
راتب وأسف!
المجلس الأعلى للشباب، الذي أطلقته السلطات عام 2014 كواحد من مقترحات قدمت للرئيس إبان لقاء الشباب قبل ذلك بعدة أشهر، كان حاضراً في السجال خاصة بعد أن شاركت عضو المكتب التنفيذي نبيلة بنت الشيخ محمد الحسين في حلقة “شباب توك” كممثلة للمجلس.
ولكن الجمهور وردود الفعل على الحلقة، ركزت على حديث بنت الشيح محمد الحسين عن الراتب الذي يتقاضاه أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الأعلى للشباب، والبالغ أربعمائة وخمسين ألف أوقية، أكدت أنها تعمل بجد مقابلها.
نبيلة وصفت الحلقة بعد بثها بأنها “كانت مؤسفة للغاية”، مشيرة إلى ما قالت إنه التدني الواضح في أدبيات الحوار بين الشباب، وأضافت أن “المنظومة القيمية لدى بعض الشباب تحتاج مراجعة عاجلة وهو ما فشلنا جميعا في تعزيزه وتبنيه كمشروع داعم لوجودنا وانسجامنا”.
وأوضحت أن “البطالة والتهميش والمخدرات والتسرب المدرسي، بوصفها ظواهر، لا يمكن أن ينكرها إلا أعمى أو مجنون”، ولكنها أضافت أنه في المقابل هنالك “استراتيجيات وبرامج للدعم، وسواء كانت الخطط التنموية بطيئة أو سريعة، فهي موجودة ولا يمكن أن ينكرها هي أيضا إلا منكر”.
إساءة وتزلف
الموريتانيون على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” تفاعلوا مع حلقة “شباب توك”، وركزا بشكل كبير على تصريحات الوزير حول التخصصات الأدبية وبعض المعطيات التي قدمها، معتبرين أن الوزير قد جانب الحقيقة في حديثه عن واقع البلاد.
الدكتور والناقد الشيخ ولد سيدي عبد الله، قال عبر صفحته على “الفيس بوك” إن مشكلة بعض الوزراء مع الآداب والعلوم الانسانية هي مشكلة “تصفيقية تزلفية”، مستغربا موقف بعض الوزراء الدكاترة تجاه العلوم الإنسانية.
وكتب ولد سيدي عبد الله أن الوزير “غير مقتنع في قرارة نفسه بما يقول لكن المناخ السائد حكوميا، يفرض عليه التخلي عن أكادميته ومعاناة الليالي الباردة في الحي الجامعي الدولي بالرباط من أجل ألا يتجاوز خطابه خطاب صاحب الفخامة”.
وخلص ولد سيدي عبد الله أن الوزير “أساء لنفسه معرفيا، ولمئات الشباب العاطلين أصلا، وللنظام وللرئيس في الوقت الذي أراد أن يحسن”.
الحلقة التي تم تصويرها وبثها من العاصمة الموريتانية نواكشوط، في إطار جولة يقوم بها البرنامج في العواصم العربية، شهد مواجهة بين الوزير وعدد من الشباب العاطلين عن العمل.
وقد تحول السجال الذي بدأ في الحلقة إلى صفحات موقع “الفيس بوك”، حيث خرج الوزير عن صمته ليشارك في ذلك النقاش الذي استقطب العديد من شباب المعارضة وبعض قادة المجلس الأعلى للشباب.
الوزير والحوار
وزير الشباب والرياضة الموريتاني محمد ولد جبريل، يعد واحداً من الوزراء الموريتانيين القلة الذين يمتلكون حساباً معروفاً يحمل اسمه وصورته على “الفيس بوك”، وقد كتب عبر هذا الحساب أن مشاركته في حلقة “شباب توك” تأتي في إطار تبني الحكومة نهج “الحوار والانفتاح”.
وأوضح الوزير في تدوينته التي حظيت بتفاعل كبير، بأن وجوده في الحلقة أمام الشباب الموريتاني، يدخل في سياق “الحوار والانفتاح كمقاربة لمعالجة القضايا الوطنية بشكل عام والقضايا الشبابية بشكل خاص”، على حد تعبيره.
واتهم الوزير بعض الأطراف السياسية التي لم يسمها “بمحاولة إخراج كلامه في البرنامج عن سياقه”، متهما تلك الأطراف “بالإفلاس في الخطاب والتغطية البائسة على عقلية اجتماعية يجب تغييرها”، معتبرا أن حديثه عن التخصصات الأدبية لا يعني إقصاء المتخرجين منها.
وكان جدل كبير قد أثير حول حديث الوزير عن عدم جدوائية التخصصات الأدبية والعلوم الإنسانية، مطالباً الشباب بالتوجه إلى تخصصات يحتاجها سوق العمل، وهي التصريحات التي ردت عليها إحدى الشابات بأنه “قتل حلمها” لأنها خريجة كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
الوزير يبرر
ولد جبريل تساءل في تدوينته: “كيف يعقل أن يتم في بلادنا احتكار فرص العمل في مجال الصيد من طرف الأجانب في الوقت الذي يبرر بعض شبابنا عزوفه عنه بذريعة الخوف من البحر؟”.
وأضاف في السياق ذاته: “كيف تعقل سيطرة الأجانب على قطاع الخدمات في بلادنا، في الوقت الذي يجلس بعض شبابنا متفرجين، متذمرين ومشتكين من البطالة؟”.
ودافع الوزير عن النظام القائم، وقال إنه افتتح أكثر من 26 مركزاً للتكوين والتدريب المهني، كما افتتح أكاديمية للصيد تضم مختلف أسلاك المهنة، وافتتاح مدرسة عليا للهندسة بتخصصات متعددة، ومعهد فني عالي للزراعة في روصو.
ودعا الوزير الشباب إلى “عدم الانجرار وراء الخطابات السياسية المفلسة والمضيعة للوقت وللحلم وللطموح، وأن يغتنموا تلك الفرص المتاحة من أجل بناء مستقبلهم، لأن الوطن بحاجة إلى جهودهم ومهاراتهم باختلافه”، وفق تعبيره.
راتب وأسف!
المجلس الأعلى للشباب، الذي أطلقته السلطات عام 2014 كواحد من مقترحات قدمت للرئيس إبان لقاء الشباب قبل ذلك بعدة أشهر، كان حاضراً في السجال خاصة بعد أن شاركت عضو المكتب التنفيذي نبيلة بنت الشيخ محمد الحسين في حلقة “شباب توك” كممثلة للمجلس.
ولكن الجمهور وردود الفعل على الحلقة، ركزت على حديث بنت الشيح محمد الحسين عن الراتب الذي يتقاضاه أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الأعلى للشباب، والبالغ أربعمائة وخمسين ألف أوقية، أكدت أنها تعمل بجد مقابلها.
نبيلة وصفت الحلقة بعد بثها بأنها “كانت مؤسفة للغاية”، مشيرة إلى ما قالت إنه التدني الواضح في أدبيات الحوار بين الشباب، وأضافت أن “المنظومة القيمية لدى بعض الشباب تحتاج مراجعة عاجلة وهو ما فشلنا جميعا في تعزيزه وتبنيه كمشروع داعم لوجودنا وانسجامنا”.
وأوضحت أن “البطالة والتهميش والمخدرات والتسرب المدرسي، بوصفها ظواهر، لا يمكن أن ينكرها إلا أعمى أو مجنون”، ولكنها أضافت أنه في المقابل هنالك “استراتيجيات وبرامج للدعم، وسواء كانت الخطط التنموية بطيئة أو سريعة، فهي موجودة ولا يمكن أن ينكرها هي أيضا إلا منكر”.
إساءة وتزلف
الموريتانيون على موقع التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” تفاعلوا مع حلقة “شباب توك”، وركزا بشكل كبير على تصريحات الوزير حول التخصصات الأدبية وبعض المعطيات التي قدمها، معتبرين أن الوزير قد جانب الحقيقة في حديثه عن واقع البلاد.
الدكتور والناقد الشيخ ولد سيدي عبد الله، قال عبر صفحته على “الفيس بوك” إن مشكلة بعض الوزراء مع الآداب والعلوم الانسانية هي مشكلة “تصفيقية تزلفية”، مستغربا موقف بعض الوزراء الدكاترة تجاه العلوم الإنسانية.
وكتب ولد سيدي عبد الله أن الوزير “غير مقتنع في قرارة نفسه بما يقول لكن المناخ السائد حكوميا، يفرض عليه التخلي عن أكادميته ومعاناة الليالي الباردة في الحي الجامعي الدولي بالرباط من أجل ألا يتجاوز خطابه خطاب صاحب الفخامة”.
وخلص ولد سيدي عبد الله أن الوزير “أساء لنفسه معرفيا، ولمئات الشباب العاطلين أصلا، وللنظام وللرئيس في الوقت الذي أراد أن يحسن”.