دخل كتاب ولد محمد سالم؛ الجديد، تحت عنوان “بن لادن الصحراء” الأسواق يوم 16 أكتوبر المنصرم، ليكون الأول من نوعه عن هذه الشخصية المثيرة.
الكتاب الصادر عن “منشورات مارتينيير” في فرنسا، يرصد حياة الرجل عبر رحلة طويلة من البحث والتحقيق والترصد وجمع المعلومات ومقابلة الأشخاص المعنيين. هو إذن عبارة عن خلاصة رحلة بحثية محفوفة بالمتاعب والمخاطر للصحافي الموريتاني الشاب. حول شخص “يعد من أكثر الجهاديين شهرة في العالم، لكنه في المقابل من أندرهم معلومات” حسب تقديم دار النشر.
يقدم الكتاب الذي يقع في 208 صفحات إجابات على أسئلة كثيرة مطروحة حول بلمختار، وكيف انتقل من مقاتل بسيط وغير معروفة إلى أبرز قادة الجماعات المسلحة في شمال إفريقيا وأكثرهم شهرة.
كما يرصد أيضا الكيفية التي رسخ بها أقدامه في منطقة الصحراء، وكيف استطاع أن يقود أكثر العمليات الإرهابية الأكثر دراماتيكية. وعلاقته بالتهريب كذلك.
اعتمد ولد محمد سالم في مادة الكتاب على العديد من الوثائق، مثل محاضر التحقيقات لدى الشرطة، والاعترافات أمام القضاة، وشهادات غير منشورة لشخصيات على صلة ببلمختار ، وآخرين سبق لهم معرفته عن قرب.
يعمل مؤلف الكتاب الأمين ولد محمد سالم، حاليا مراسلا لـ”لاتريبين دو جنيف” متخصصا في منطقة الساحل، ولصحيفة “سيد ويست” الفرنسية. وسبق له أن كان مراسلا من باريس للخدمة الفرنسية في “بي بي سي”. وكان يعمل متعاونا مع عدة صحف فرنسية، منها على سبيل المثال “ليبراسيون”.
ويتابع ولد محمد سالم عن كثب الشأن الداخلي في بلده الأم موريتانيا، وفي منطقة الساحل بشكل عام، حيث أمضى فترات طويلة متنقلا فيها. وسبق أن قابل قادة في تنظيم القاعدة عام 2012، كما قضى أسابيع في شمال مالي خلال سيطرة الجماعات الإسلامية المسلحة عليه، ومن بينها تلك التي يقودها بلمختار.
ويروي المؤلف كيف ربطه مراسل قناة الجزيرة السابق، والرئيس التنفيذي لشبكة صحراء ميديا حاليا عبد الله محمدي بمراسل الشبكة في مالي والساحل عثمان آغ محمد عثمان، والذي كان بداية خيط مهم من الوصول إلى المصادر التي يبحث عنها. كما تمكن المؤلف من اقتناص فرصة نادرة، تتمثل في إقامة طويلة المدة في مدن الشمال المالي، حيث استطاع استكشاف الحياة فيها إبان موسم الأمطار (بدءاً من أغسطس).
ويقول إن ممول مشروع فكرة الكتاب فرانسوا مارغولين قال له “هذا يكفي. إن كنت تعمل بشكل جيد”.