نواكشوط ـ محمد ناجي ولد احمدو
استمع حضور الندوة التأبينية بمناسبة الذكرى الثامنة لوفاة المرحوم أحمد جمال ولد الحسن بإنصات إلى مداخلة قدمها الدكتور محمد المختار ولد أباه ، يؤبن فيها الفقيد دون أن ينسى أن يتحدث عن فاجعة البلد في رحيل مجموعة من أعلامه الذين توفوا في هذه السنة، هم الشيوخ محمد سالم ولد عدود وبداه ولد البوصيري ومحمد المختار ولد بدي وببها ولد أمين .
جمعت الندوة التي أقامتها شبكة صحراء ميديا بالتعاون مع مؤسسة جمال ولد الحسن مساء اليوم في فندق وصال بالعاصمة نواكشوط مختلف أجيال الثقافة الموريتانية، أنجبت قريحة أحمدو ولد عبد القادر الذي يعد رائد الأدب الموريتاني الحديث قصيدة “طازجة” في تأبين المرحوم، وأرخى الدكتور أحمد ولد امبيريك أستاذ الترجمة بجامعة نواكشوط وزميل الفقيد العنان لذاكرته تنقل للحضور صورا من حياة الراحل، فيما تحدث الدكتور عبد الله السيد تلميذ الراحل عن مزايا أستاذه وعن سمة الموسوعية التي كانت تتراءى واضحة في ثنايا درسه.
الدكتور محمد بباه ولد محمد ناصر قدم مداخلة تحت عنوان “انطباعات للذكرى والعبرة” عن جمال من موقع الزمالة البحثية، ناقدا عاداتنا الممقوتة في أن “نغيب الحاضر الواعد بالخير والأمل لنتفجع عليه بالدمع الساخن وبالكلمة الباكية بعد ما يغيب”.
أما الشيخ حمدن ولد التاه فقد أكد أنه منح الفقيد على صغره حق معاصرته، لكونه يستحق ذلك نظرا لامتلاكه ناصية العلوم والمعارف وقدرته العجيبة على الاستحضار والربط بين النتائج.
كلمة صحراء ميديا التي كتبها بلغة شاعرية الشاعر الشيخ ولد سيدي عبد الله، كانت تقطر بكاء على رجل أضاعه قومه، وأي فتى أضاعوا، قال فيها إن بعض الناس يحيون وهم في الحقيقة أموات، في حين يظل بعض الموتى خالدين لا يضيرهم أن غادروا الفانية من زمان طويل، ومن أولئك جمال ولد الحسن.
كان ختام الندوة التي غصت بمحبي جمال وتلاميذه بقراءة قصيدة للعلامة اباه ولد عبد الله يرثي فيها صديقه العلامة محمد سالم ولد عدود، الذي ربطته هو الآخر صلات علم ومعرفة وثيقة بالراحل جمال.