
نواكشوط ـ سعيد ولد حبيب
من المطار الى الفندق الذي يقيم به الجنرال المستقيل محمد ولد عبد العزيز في بداية مشوار اخر .. لاوقت يمكن تضييعه بالنسبة لوزير الخارجية السنغالي الذي اعتاد على سلك دروب وطرقات نواكشوط منذ بعض الوقت.
يعود وزير الخارجية السنغالي الى نواكشوط ضمن جهود الوساطة السنغالية المدعومة من الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي والهادفة لجمع فرقاء الأزمة على طاولة واحدة لحوار تخرج منه صيغة توافقية تنهي الأزمة السياسية والدستورية في البلاد طاقة يامل السنغاليون الاستفادة منها ايضا وهم علي اعتاب مشكلة سياسية صعبة هي الاخري
غاديو القادم من أحراش الضفة الجنوبية لنهر السنغال يعمل كالدينامو من اجل إقناع ليس فقط المجموعة الدولية بقدرة السنغال التي تربطها بجارتها الشمالية أواصر قربى وتاريخ مشترك على النجاح في المهمة التي فشل فيها وسطاء سابقون من العيار الثقيل ولكن أيضا لحاجة في نفس غاديو في الإبقاء على ثقة الرئيس واد به ، يقول احد المراقبين .
الوزير السنغالي
رئيس الدبلوماسية السنغالية احد الوزراء الأكثر مكوثا في حكومات “واد” .. هذ الأخير الذي قارع الأنظمة في بلده منذ الستينيات واجتاز الانتخابات الرئاسية بعد محاولات يائسة لم تثنه عن التشبث بأمل الوصول الى السلطة حتى بعد ان بلغ من العمر عتيا.
اليوم وفي بضع ساعات، يجوب الوزير السنغالي منازل مختلف الفر قاء يستمع ويلاحظ ويكتم في نفسه ردة الفعل ربما بغرض الاحتفاظ بسره في صدره حتى يحين وقت البوح به ، فقد تعلم الرجل من جولات الحوار السابقة ان التسرع في التصريحات لوسائل الإعلام قد يفقد المبادرة سر نجاحها يعلق احد الصحفيين.
بات غاديو احد اكثر المسؤولين السنغاليين معرفة بدهاليز وازقة العاصمة التى زارها عدة مرات في أسبوع واحد يستطيع غاديو ان يغمض عينيه ويسير في الطرقات ناشدا اقامة عزيز وسيدي و وولد داده دون ان يحتاج لدليل .. يمكن للرجل الذي احسن المضيفون ضيافته
ان يكون اكثر شهية في مشواره اليوم وأكثر تفاؤلا في وصول الفراقاء في بلده الثاني الى وفاق.
ولا يبدو ان اختيار غاديو لهذه المهمة جاء من فراغ بحسب ما يقول احد العارفين بالخيوط السياسية والاجتماعية في السنغال
وزير الخارجية السنغالي رجل من التكرور وتلك قبيلة وافرة العدد في موريتانيا لكن فوق ذلك فان دافعا آخر قد يكون اكثر قوة في امتزاج العقل بالعاطفة لتحقيق النجاح المؤمل لجهود الوساطة اذ إضافة الى ارتباطه القبيلة والتاريخ والجغرافيا تاتي رابطة الدم لتضيف بعدا آخر في التقارب حيث يشفع له ان لديه شقيقة موريتانية وهو الذي ينقل عنه مقربون عبارته المشهورة “لو كانت لوفاريتي في السينغال لاتهمت باني موريتاني” كما يحظى الرجل بثقة كاملة من الرئيس عبد الله واد وقد يكون غاديو الاقدر على ترجمة احساسيس رئيسه أكثر من أي وزير آخر يقول احد المتابعين .