في الأيام القليلة الماضية وقع حدث جلل ، تمثل في وفاة الرجل الشهم القوي الأصيل محمد الحافظ ولد أجيون الملقب بحام ، كان وقع هذا الحدث على قلوب من عرفوا الرجل من قريب كبيرا ومؤلما ، بل كان موقفا مؤثرا ومأساويا ، فرحيل بحام لم يكن رحيل شخص عادي بل فقدان رجل نموذجي واستثنائي بكل المقاييس.
لقد شكل رحيله تحولا مفاجئا وجذريا في حياة كل الذين عرفوه خاصة من الأسر الضعيفة التي كان بحام رحمه الله يؤويها ويؤازرها في الأوقات الصعبة والحرجة دون مقابل أو من أو أذى .
لقد كان شديدا مع الأقوياء رحيما بالفقراء متواضعا للمساكين ، كان بحام يملك حس رجل الدولة المرهف والذكاء المفرط والخارق للعادة في التعامل مع مشاكل العامة والخاصة ، كما يمتلك صرامة نادرة في العمل سخر ترسانة علاقاته الواسعة والمفيدة كلها لخدمة وطنه موريتانيا يوم كان في المسئولية العامة التي تقلد في شركة اسنيم.
واكب ولد أجيون نظام ولد الطائع كمؤيد ومناصر مخلص له واستطاع أن يأخذ مركزا هاما في نظامه بفضل كفاءته وتجربته ، ورغم أن تلك الحقبة كانت حقبة النفاق بامتياز لم ينحني ولم يركع ولد أجون لأحد وظل مرفوع الرأس أمام كل أباطرة النظام ولم تصدر عنه تصريحات مخلة بالكرامة في مختلف المناسبات خلال تلك الحقبة ، كان مكتبه محجا ومحطة حاسمة وأخيرة لكل أقربائه ومعارفه الين واجهوا ظلما أو مشاكل معقدة في تلك الفترة من الموالاة والمعارضة ، وفي كل مرة كانوا يجدون فيه السند الحقيقي المخلص ، عرف بقوة شخصيته وعزة نفسه وطموحه وإرادته الكبيرين ، كما عرف بحبه للصالحين ، وكان أغلب أصدقائه يلقبونه بشيخ المحظرة عندما كان ممثلا لشركة اسنيم في انواكشوط لاتسامه ببعض الصفات الأصيلة وولعه بتقاليد وعادات المجتمع الموريتاني الأصيل ، كان يتمسك بهذه الأعراف في مقر أكبر شركة صناعية وطنية تملكها موريتانيا ، كان المرحوم ينال احترام وتقدير مختلف رجال الأعمال والسياسيين الذين تعاملوا معه.