احتضن المركز الثقافي المغربي بنواكشوط مساء أمس الثلاثاء عرضا موسعا قدمه الناشط المجتمعي المخضرم محمد عبد الله بليل حول دور المجتمع المدنى في موريتانيا ،تاريخ النشأة والتطور وأبرز التحديات التي تواجهه اليوم ،وذلك بحضور نخبة كبيرة من الناشطين في منظمات المجتمع المدنى بمختلف مجالاتها.
وقد تناول محمد عبد الله بليل خلال المحاضرة السياق الزمنى الذي ولد فيه المجتمع المدنى ومراحل تطوره في موريتانيا وكذا ابرز التحديات التي تواجهه اليوم.
مضيفا إن موريتانيا عرفت بداية المجتمع المدنى بمفهومه الحديث مع بداية الاستقلال وإن كان الميلاد القانوني يعود لسنة 1964 عندما اسس اول قانون يحكم الجمعيات الناشطة في العمل الجمعوي ،لكن الطفرة الحقيقية حدثت مع بداية التسعينات مع بداية الانفتاح الديمقراطي نظرا لحاجة الشركاء في التنمية الى ضرورة اشراك الفاعلين الاجتماعيين في تسيير الشأن العام من خارج دائرة السلطة وللمصادقة على المشاريع، لكن تلك المرحلة يقول بليل لم يستفد منها بشكل حقيقي سوى مجموعة من الموظفين المطلعين على السياسات الحكومية والشروط التي يضعها الشركاء الدوليون.
محمد عبد الله بليل قال بإن فتح الباب على مصراعيه لمنح التراخيص نجم عنه ميلاد العديد من منظمات الحقائب حتى وصلت في السنوات الاخيرة الى حدود 4000 منظمة نشطة وغير نشطة وذلك نتيجة لخضوع عملية الترخيص لمختلف الضغوط القبيلة والسياسية والاجتماعية.
لكن عاد ليقول بأنه رغم فوضى التراخيص للمنظمات المدنية فإن ذلك ليس استثناء من القاعدة العامة في هذا البلد ،حيث نعيش حالة من منح مسلسل التراخيص للأحزاب السياسية والصحف والمواقع الالكترونية نقوم بإجراء المسابقات والامتحانات الوطنية دون معايير شفافة وهو ما ادى الى تمييع كل هذه المجالات .
وقال بليل بانه رغم السلبيات الواضحة لتلك السياسات فإن ذلك من شانه ان يصب في النهاية في مصلحة المواطن الذي لا شك سيستفيد مما يفرزه الواقع من منظمات مجتمع مدنى جادة وناجحة في تأدية واجبها تجاه المجتمع وهي نفس الحالة التي تنطبق على الصحف والأحزاب السياسية وغيرها.
المحاضرة التي قدم لها الدكتور محمد القادرى مدير المركز المغربي لقيت تجاوبا كبيرا من قبل الناشطين في المجتمع المدنى حيث توزعت التعليقات ووجهات النظر بين جلد الذات وتشخيص واقع المجتمع المدني في موريتانيا وإلقاء اللوم على الدور المزدوج الذي تقوم به الدولة تجاه هذه المنظمات في ما يتعلق بتقديم الدعم المالي والمعنوي.