يبدأ العاهل المغربي، الملك محمد السادس اليوم الثلاثاء، جولة تشمل أربعة دول افريقية هي مالي وغينيا وكوت ديفوار والغابون.
وقال بيان لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة المغربة إن الملك محمد السادس “سيقوم بزيارتين رسميتين لكل من جمهورية مالي وجمهورية غينيا كوناكري, وبزيارتي عمل وصداقة لكل من جمهورية كوت ديفوار والجمهورية الغابونية”.
ويتوقع ان يتم خلال هذه الجولة توقيع اتفاقيات للتعاون بين المغرب وهذه الدول.
وسبق للملك محمد السادس أن زار في مارس الماضي السنغال والغابون وكوت ديفوار كما زار مالي حيث حضر حفل تنصيب الرئيس الجديد ابراهيم بوبكر كيتا.
وتضم دول إفريقيا جنوب الصحراء استثمارات مغربية مهمة، تقدر بنحو 400 مليون دولار, وتسعى الرباط إلى تعزيز حضورها السياسي في افريقيا، وتكثيف مساهماتها واستثماراتها الاقتصادية في المنطقة التي تشهد تناميا سريعا على مستوى الاستثمارات لتوفير البنى التحتية في مختلف المجالات.
وتعد هذه ثاني زيارة للملك محمد السادس منذ تولي رئيس الجمهورية المالية، إبراهيم بوبكر كيتا، الحكم في البلاد، حيث سبق له أن زاره في سبتمبر الماضي بمناسبة حفل تنصيب الرئيس الجديد، وذلك أياما قليلة بعد قرار المغرب إرسال مساعدات إنسانية لمالي.
ويرتقب الماليون زيارة العاهل المغربي باهتمام كبير، بالنظر إلى الوزن السياسي والدبلوماسي الكبير الذي يحظى به لدى مكونات الطيف السياسي بهذا البلد، خاصة مع ظهور مؤشرات بلعب العاهل المغربي دورا حيويا في حل الأزمة في شمال مالي، بعد أن استقبل أخيرا في مراكش، زعماء الحركة الوطنية لتحرير أزواد.
ويرى مراقبون أن زيارة الملك لجمهورية غينيا كوناكري ستكون مناسبة لتفعيل موافقة المغرب على طلب الأمانة العامة للشؤون الدينية بغينيا بتكوين أئمة غينيين، ليكون ثاني بلد إفريقي يعمد إلى تدريب أئمة مساجده مستفيدا من التجربة المغربية، بعد تكوين 500 إمام مسجد من مالي بالمملكة.
وتدخل الزيارة الملكية لهذه البلدان الإفريقية في سياق اهتمام المغرب بالتعاون بين بلدان الجنوب، استنادا على تاريخ علاقاته مع البلدان الافريقية.
وأسفرت الجولات السابقة للملك محمد السادس في القارة الإفريقية عن إرساء شراكات اقتصادية، وتطوير الإطار القانوني للتعاون ، حيث وقعت أكثر من 500 اتفاقية بين المغرب وأكثر من أربعين دولة في إفريقيا جنوب الصحراء.
وأكد وزير خارجية مالي الذهبي ولد سيدي محمد، أن الزيارة الرسمية التي سيقوم بها الملك محمد السادس إلى مالي، “تكتسي أهمية قصوى“.
وقال رئيس الدبلوماسية المالية، على هامش القمة الخماسية لدول الساحل أول أمس الأحد في نواكشوط، “الملك صديق لمالي التي يوليها اهتماما خاصا“.
وشدد المسؤول المالي على أن زيارة الملك “تكتسي أهمية بالغة”، و”مشجعة جدا للتعاون بين البلدين“.
وقال “إننا ننتظر الشيء الكثير من هذه الزيارة الملكية التي من شأنها إعطاء انطلاقة جديدة للتعاون الاقتصادي”، مبرزا الفرص المتاحة لرجال الأعمال المغاربة للاستثمار في مالي، التي استعادت استقرارها وأصبحت تتوفر على مؤسسات ديمقراطية.
وأشار إلى أن أزمة شمال مالي “هي أيضا في طريقها للتسوية”، وأن كل هذه العوامل الإيجابية من شأنها الدفع باقتصاد البلاد.