ثمن سفير دولة الامارات العربية المتحدة في نواكشوط عبد الله محمد التكاوي مستوى العلاقات الثنائية بين دولة الامرات وموريتانيا مشيرا الى ان علاقات الدولتين والشعبين هي ؛ علاقات قوية راسخة توطدت دعائمها منذ قيام الدولتين.
واكد السفيرالاماراتي بنواكشوط في خطاب وجهه بمناسبة الذكرى الثانية والاربعون للعيد الوطني للامارات ان تطور العلاقات تمت ترجمته السنة الماضية بإنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين مشيرا الى ان التوقيع .
الأسبوع الماضي بين دولة الإمارات ممثلة في صندوق أبوظبي للتنمية وحكومة موريتانيا على اتفاقية قرض بقيمة حوالي110 مليون درهم إمارتي للمساهمة في إنجاز الطريق الذي يربط مدينة النعمة الموريتانية بالحدود مع جمهورية مالي مرورا بمدينة باسكنو الموريتانية، يشكل ما اسماه “تجسيدا ملموسا لإرادة صادقة في تفعيل علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين”.
واوضح السفير الاماراتي عبد الله التكاوي في نفس السياق ان موريتانيا تحظى بنصيب معتبر من المساعدات الخيرية السخية التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة سنويا
وخلال خطابه عرج السفير على مختلف المحطات التنموية التى حققتها الامارات منذ استقلالها مشيرا الى ان ذكرى العيد الوطني لهذ العام تتزامن مع
فوز دولة الإمارات بإستضافة معرض إكسبو الدولي 2020،
نص الخطاب
إخواني الكرام؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من شهر ديسمبر 2013 باليوم الوطني الثاني والأربعين. وتزيد الفرحة هذه السنة فرحتين لتزامنها مع إعلان فوز دولة الإمارات بإستضافة معرض إكسبو الدولي 2020 أكبر معارض العالم وأعرقها في دبي. وهو الفوز الذي يعتبر مصدر سعادة للجميع ولحظة تاريخية غير مسبوقة في تاريخ الأمة العربية وتتويجا لسلسلة النجاحات والإنجازات الكبيرة التي تحققها الإمارات بشكل متواصل بفضل التوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.
أيها السادة والسيدات
في نفس هذا اليوم من العام 1971؛ أعلن المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة. وجاء ذلك الإعلان ليتوج جهودا جبارة بذلها مؤسس هذه الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد؛ وقد وضعت تلك الجهود أسسا راسخة لقيام دولة عصرية تتمتع بعلاقات خارجية متميزة ليس فقط مع الدول العربية والإسلامية؛ بل وفي كافة أرجاء المعمورة.
لقد أنجز المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بحنكة وحكمة وصبر واقتدار وعطاء سخي مرحلة التأسيس بكل تحدياتها وانتقل بدولة الإمارات من الصفر إلى عصر التقدم ووضعها في زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة.
إخوتي أخواتي،
إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله؛ يمثل اليوم خير خلف لخير سلف. فبتمكن واقتدار؛ دخلت البلاد في عهده مرحلة التمكين؛ فتعالت صروح المنجزات الوطنية النوعية الشاملة التي تحققها دولة الإمارات العربية المتحدة في جميع المجالات وعلى كافة المستويات.
وهكذا أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة تتبوأ اليوم مكانة مرموقة بين أفضل الدول العصرية المتقدمة في العالم بما حققته من طفرات تنموية وتقدم علمي وتقني في أربعة عقود من قيام اتحادها الشامخ وبحضور دبلوماسي وسياسي قوي في الساحات الإقليمية والدولية من خلال تواصلها مع جميع الدول في قارات العالم كافة وإقامة شراكات سياسية واقتصادية وتجارية وصناعية وثقافية وعلمية وتربوية وصحية مما عزز من حضورها ومركزها الريادي المرموق في العالم.
إن العالم اليوم يرقب بإعجاب منقطع النظير المسيرة المظفرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، التي لا تقتصر فقط على تجربة اتحادية رائدة، بل إنها تشكل ـ زيادة على ذلك ـ نموذجاً فريداً في التلاحم الوطني بفضل العلاقة الحميمية القوية التي تربط بين أولياء الأمر والرعية؛ والثقة المتبادلة المطلقة التي تطبع تلك العلاقة، مما مكن من توفير كافة الجهود للاستفادة من ماض أصيل وتوطيد دعائم حاضر مزدهر واستشراف مستقبل أكثر إشراقا.
سادتي سيداتي؛
لقد أطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في كلمته في اليوم الوطني الحادي والأربعين في الأول من ديسمبر 2012 حزمة من المبادرات والقرارات التي تجسد رؤاه الإستراتيجية في ترسيخ ثقافة المواطنة وتعميق حب الوطن وتأكيد الولاء له وتعزيز التلاحم والتواصل القائم بين الشعب وقيادته.
وتناول سموه في كلمته المراحل التي قطعتها برامج التمكين وقال سموه: “إننا ماضون في المسار المتدرج الذي ارتضيناه لتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية في صُنع القرار وصولاً إلى نموذج سياسي يُعبر عن الواقع ويتلاءم مع طبيعة المجتمع ويتناسب في قيمته مع ما حققه أبناء شعبنا من تطور اقتصادي وعمراني وحضاري وإنساني “.
أيها السادة والسيدات
لقد اتسمت السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الأخيرة برؤية ثاقبة وبتحرك نشط وحضور قوي على الساحتين الإقليمية والدولية، مما مكن من بناء شبكة واسعة من المصالح المتبادلة مع دول العالم المختلفة؛ خدمة لقضايا التنمية وتبادل الخبرات والتجارب ونقل التكنولوجيا.
وكثفت وزارة الخارجية خلال العامين 2012/2013 تحركها الدبلوماسي النشط نحو تحقيق مزيد من الانفتاح على العالم، كما قامت الخارجية بجهود مكثفة ومؤثرة من أجل احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات البينية سواء على صعيد المنطقة أو خارجها.
وقد أشاد الأمين العام للأمم المتحدة خلال لقاء جمعه في سبتمبر الماضي مع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية؛ بالمساعي والجهود التي تبذلها دولة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي، لاسيما في مجالات السلم والأمن الدوليين والتنمية والطاقة المتجددة والمساعدات الإنسانية وغيرها.
وترتبط دولة الإمارات بعلاقات دبلوماسية مع نحو 190 دولة في قارات العالم الست، وبلغ عدد سفاراتها في الخارج 68 سفارة إضافة إلى 9 قنصليات وست بعثات دائمة، بينما بلغ عدد السفارات الأجنبية لدى الدولة 99 سفارة إضافة إلى 75 قنصلية و16 مكتبا لمنظمات إقليمية ودولية، هذا مقارنة مع ثلاث سفارات فقط لبريطانيا وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية عند قيام الاتحاد سنة 1971.
وفي سياق متصل؛ تعمل دولة الإمارات مع أشقائها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية على دعم وتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وكما أكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “فإن ما يربطنا بمحيطنا الخليجي هو التزام وأولوية قصوى في سياستنا الخارجية يتجاوز حدود التاريخ والجغرافيا إلى روابط الدم والدين والمصالح المشتركة”، مضيفا سموه: “أنها علاقات مصيرية راسخة نعمل على تعزيزها تنسيقا وتكاملا وتقاربا لما فيه مصلحة دول المنطقة وشعوبها.”
سيداتي وسادتي
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة؛ انطلاقاً من نهجها في اعتماد الوسائل السلمية لتسوية الخلافات والنزاعات، وحرصها على إزالة التوتر في المنطقة، مساعيها لاستعادة سيادتها على جزرها الثلاث (طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى) التي احتلتها إيران عشية قيام دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر 1971.
وقد عبر سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في خطابه أمام الدورة الثامنة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة في 28 سبتمبر 2013، عن أسف دولة الإمارات لاستمرار الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث، مؤكدا أن جميع الإجراءات والتدابير التي تمارسها سلطات الاحتلال الإيرانية باطلة وتخالف القانون الدولي وكل الأعراف والقيم الإنسانية المشتركة، كما دعا سموه المجتمع الدولي إلى حث إيران على التجاوب مع الدعوات السلمية الصادقة المتكررة للإمارات العربية المتحدة الداعية لتسوية عادلة لهذه القضية، إما عبر المفاوضات المباشرة الجادة بين البلدين، أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية للفصل في النزاع وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وأحكام القانون الدولي.
أيها السادة والسيدات
وفقا لتصنيف دولي صدر في أبريل 2013؛ فإن دولة الإمارات تتبوأ المرتبة السادسة عشرة عالميا من بين الدول المانحة الأكثر عطاء في مجال المساعدات الخارجية، فقد قدمت الدولة منذ العام 1971 حتى العام 2010 ما ينيف على 163 مليار دولار أمريكي في شكل قروض ميسرة أو منح لا ترد، وفي العام 2011 وحده قدمت دولة الإمارات 2.11 مليار دولار، كما قدمت 1.59 مليار درهم خلال العام 2012، واستفادت من هذه المساعدات 137 دولة ومنطقة حول العالم.
أيها السادة والسيدات
إن المؤشرات التنموية التي تصدر عن المؤسسات الدولية تؤكد تبوأ دولة الإمارات مكانة متقدمة من بين دول العالم، حيث جاء في تقرير صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) للعام 2013ـ2014 أن دولة الإمارات تحتل المركز الثالث عالميا في مؤشر ثقة المواطنين بالقادة السياسيين في دولهم، وذلك من بين 148 دولة شملها التصنيف.
كما صنف المسح الثاني الذي أجرته الأمم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضا بين شعوب العالم للعام 2013؛ دولة الإمارات في المرتبة الأولى عربياً والرتبة الرابعة عشرة عالميا.
وكانت دولة الإمارات قد احتلت المرتبة الخامسة عالميا في مجال الاستقرار المالي في مؤشر المنتدى الاقتصادي العالمي للتنمية الدولية خلال العام 2011.
وتصدرت دولة الإمارات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الاستثمارات الأجنبية المباشرة الموجهة إلى الخارج حيث ارتفع عدد المشاريع الاستثمارية للدولة في الخارج إلى 220 مشروعا في العام 2012؛ مقارنة مع 174 مشروعا في العام 2011. كما استقطبت دولة الإمارات خلال السنوات الخمس الماضية استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 220 مليار درهم، لتتبوأ بذلك المرتبة الثانية عربيا من بين الدول الأكثر جذبا لرأس المال الأجنبي، حسب تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة والاستثمار العالمي للعام 2011، وقد صنف التقرير دولة الإمارات ضمن أفضل 30 موقعا في العالم للاستثمار الأجنبي المباشر.
وفي المجال الاقتصادي دائما، شهد قطاع الصناعة في دولة الإمارات نموا مطردا، وارتفعت نسبة مساهمته في الناتج المحلي من واحد في المائة سنة 1971 إلى 14 في المائة سنة 2011، ومن المتوقع أن تصل النسبة خلال السنوات القادمة إلى 25 في المائة في إطار خطط الدولة الرامية إلى تنويع الإنتاج وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل.
وفي سياق متصل؛ دخلت دولة الإمارات تكنولوجيا صناعة الطيران، بعد أن أسست شركة مبادلة للتنمية؛ الذراع الاستثماري لحكومة أبوظبي شركة (ستراتا) الوطنية لصناعة الطيران ثم أنشأت مجمع العين لصناعة الطيران في مدينة العين في العام 2009.
وبدوره شهد قطاع السياحة والسفر تطورا كبيرا، حيث احتلت الإمارات المرتبة الأولى عالميا في تنافسية قطاع السياحة والسفر، ضمن ستة مؤشرات لتطور السياحة في العالم شملها تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي للعام 2011. كما جاءت الإمارات في المركز التاسع ضمن 181 دولة في العالم؛ في حجم الاستثمار السياحي على مؤشر مجلس السياحة والسفر العالمي. وبين تقرير المجلس أن حجم استثمارات الإمارات في قطاع السياحة بلغ نحو 92.9 مليار درهم في العام 2011 مقارنة مع 84.3 مليار درهم في العام 2012.
وفي سياق ذي صلة؛ تتبوأ دولة الإمارات المرتبة الأولى إقليمياً والحادية عشرة عالمياً في مجال جودة البنية التحتية لوسائل النقل، وتفوّقت الإمارات، بجودة بنيتها التحتية، على العديد من دول العالم المتقدمة، فقد حققت المرتبة الرابعة على مستوى العالم في جودة البنية التحتية لقطاع النقل الجوي؛ حيث يوجد بالبلاد ثمانية مطارات دولية، فيما يجري بناء مطارات دولية جديدة وتوسعات كبيرة في مطاري أبو ظبي ودبي الدوليين. وقد تصدرت شركات الطيران الإماراتية الخمس قائمة أفضل 50 شركة طيران في العالم.
كما تحتل دولة الإمارات المرتبة السادسة في بنية الموانئ البحرية. ويوجد على امتداد سواحل دولة الإمارات 26 ميناء بحريا، بالإضافة إلى الموانئ الخاصة بتصدير النفط. وقد دشن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله في 12 ديسمبر 2012 ميناء خليفة بمنطقة الطويلة بإمارة أبو ظبي الذي يعتبر أحد أضخم الموانئ وأكثرها تطورا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث التكنولوجيا المتاحة فيه والمساحة والقدرة التشغيلية.
وتحتل دولة الإمارات المرتبة السابعة في توفير شبكة طرق ذات جودة عالية، وعرفت دولة الإمارات سنة 2009 إنشاء أول شبكة للسكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع.
وفي مجال الاتصالات، تمتلك دولة الإمارات أكبر قطاع فضائي متطور في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وتدور في فلكها وتغطي فضاءاتها اليوم ستة أقمار صناعية تكلفت مليارات الدولارات، وتخطط لإطلاق قمرين جديدين. وانتخبت دولة الإمارات، تقديرا لتقدمها وريادتها في هذا المجال عضوا في اللجنة الاستشارية للمنظمة الدولية للاتصالات الفضائية.
أيها السادة والسيدات
شكل افتتاح صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله؛ في 17 مارس 2013 محطة (شمس1) لتوليد الطاقة المتجددة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي بداية عصر جديد لدولة الإمارات في مجال إنتاج الطاقة المتجددة، ويعد المشروع؛ الذي بلغت تكلفته 600 مليون دولار؛ أكبر محطة للطاقة الشمسية المركزة في العالم.
وهكذا؛ وبفضل مثابرتها وجهودها الدؤوبة، رسّخت دولة الإمارات العربية المتحدة مكانتها كمركز عالمي رائد في مبادرات ومشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، وهو ما تجلى في اختيار العاصمة أبوظبي مقراً دائماً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (ايرينا) واستضافتها سنوياً للقمة العالمية لطاقة المستقبل وتنظيمها سنويا لجائزة زايد لطاقة المستقبل.
أيها السادة والسيدات،
يستحوذ قطاع التربية والتعليم على 13.6 في المائة من ميزانية الدولة، بما يعادل حوالي 6 مليارات درهم، وذلك بهدف تطوير المنظمومة التربوية والبنية المدرسية وتزويدها بأحدث الوسائل والتقنيات التعليمية. كما يحظى التعليم العالي والجامعي لوحده بمبلغ 3.9 مليار درهم، هدفها تطوير التعليم العالي والبحث العلمي كما وكيفا؛ وتغطية تكاليف ابتعاث الطلبة المواطنين إلى الخارج. وقد حقق هذا القطاع قفزة نوعية، فبعد أن كانت توجد بالبلاد جامعة وحيدة سنة 1977، أصبحت الإمارات اليوم تتوفر على أكثر من 80 جامعة، كما أصبحت البلاد مركزا عالميا في التعليم العالي، حيث تمكنت من استقطاب أرقى الجامعات العالمية في الولايات المتحدة وأوروبا التي فتحت فروعا معتمدة لها في الدولة.
وفي سياق آخر؛ تولي دولة الإمارات منذ إنشائها عناية قصوى للرعاية الاجتماعية، وقد اعتمدت استراتيجيات طموحة لتحقيق الحياة الكريمة للمواطنين من خلال تطبيق قانون مجز للضمان الاجتماعي وبناء شركات مع مؤسسات المجتمع المدني ودوائر القطاع الخاص.
أيها السادة والسيدات،
شهدت المسيرة الإعلامية في دولة الإمارات على مدى العقود الأربعة الماضية قفزة كبيرة، شملت تطوير البنية التحتية الإعلامية وتحديث التشريعات المنظمة للأنشطة الإعلامية في الدولة، وإنشاء المناطق الإعلامية الحرة، كما تم إنشاء المجلس الوطني للإعلام سنة 2006 بعد إلغاء وزارة الإعلام والثقافة، ليتولى الإشراف على السياسة الإعلامية في الدولة والنهوض بالمحتوى الإعلامي ودعم وتطوير قدرات الكوادر الإعلامية الوطنية، ويرأس المجلس سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية.
وعلى الصعيد الثقافي، نفذت دولة الإمارات العديد من المبادرات والمشاريع الثقافية لدعم توجهها الاستراتيجي لتكون مركزيا إقليميا للثقافة والفنون والتراث وجسرا للتواصل الحضاري مع العالم.
سيداتي وسادتي؛
تبوأت دولة الإمارات مكانة مرموقة لما حققته من إنجازات في مجال حماية البيئة والحياة القطرية والإسهام في إجراء ودعم البحوث العالمية للحفاظ على أنواع متعددة من الكائنات الحية والحيوانات النادرة والمهددة بالانقراض عالميا مثل غزال المها وأبقار البحر، وكذلك إنجاز برامج متقدمة باستخدام أحدث الوسائل لتكاثر الطيور البرية كالصقور والحبارى.
وكان مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان؛ طيب الله ثراه، قد بنى قاعدة متينة للعمل البيئي تتجسد في ربط التنمية بالبيئة، واختاره برنامج الأمم المتحدة للبيئة (بطلا للأرض) في العالم، إضافة إلى حصوله على 18 جائزة ووساما وشهادات تقدير عربية وإقليمية ودولية؛ تثمينا لجهوده المخلصة في مجال حماية البيئة ومكافحة التصحر.
أيها السادة والسيدات،
حقّقت المرأة في دولة الإمارات المزيد من المكاسب والإنجازات المتميزة، التي سبقت بها الكثير من النساء في العالم، في إطار برامج التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وأصبحت تتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات، حيث تشغل اليوم أربعة مقاعد وزارية في مجلس الوزراء، مما يعد من أعلى النسب تمثيلاً على المستوى العربي، وتتمثل بثماني عضوات في المجلس الوطني الاتحادي؛ انتخبت إحداهن نائبا لرئيس المجلس، كما تمثل دولة الإمارات في الخارج بثلاث سفيرات.
أيها السادة والسيدات،
تعد العلاقات التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة وشقيقتها الجمهورية الإسلامية الموريتانية؛ علاقات قوية راسخة توطدت دعائمها منذ قيام الدولتين.
وقد عبرت القيادتان الحاليتان لكل من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان؛ وفخامة السيد محمد ولد عبد العزيز،عن رغبة صادقة في تعزيز وتوسيع العلاقات، وهو ما تمت ترجمته السنة الماضية بإنشاء اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البلدين.
ولا شك أن التوقيع الأسبوع الماضي بين دولة الإمارات ممثلة في صندوق أبوظبي للتنمية وحكومة موريتانيا على اتفاقية قرض بقيمة حوالي110 مليون درهم إمارتي للمساهمة في إنجاز الطريق الذي يربط مدينة النعمة الموريتانية بالحدود مع جمهورية مالي مرورا بمدينة باسكنو الموريتانية، يشكل تجسيدا ملموسا لإرادة صادقة في تفعيل علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين.
وفي نفس السياق تحظى موريتانيا بنصيب معتبر من المساعدات الخيرية السخية التي تقدمها دولة الإمارات العربية المتحدة سنويا.
سيداتي وسادتي
إننا نتقاسم هذه الأيام مشاعر الفرح والحبور بذكرى استقلال دولتينا، وكذلك فوز دولة الإمارات بإستضافة معرض إكسبو الدولي 2020، وإنها لفرصة سانحة بالنسبة لي لأرفع أخلص وأسمى التهانئ لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ولإخوانه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وللفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، متمنيا لشعب دولتنا الكريم مزيدا من العزة والتقدم.
كما أقدم تهانئي الحارة والصادقة لفخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز وللحكومة والشعب الموريتانيين بمناسبة عيد استقلال الجمهورية الإسلامية الموريتانية.