قال إن ولد عبد العزيز رسم لوحة وردية لاقتصاد الدولة.. “وحالة البلد كما يرى الجميع”
أكد النائب المعارض في موريتانيا محمد المصطفى ولد بدر الدين؛ نائب رئيس حزب اتحاد قوى التقدم، أن حزبه يسعى إلى الحوار مع النظام ضمن منسقية أحزاب العارضة، مشترطا “مراعاة شروط المنسقية كبادرة حسن نية وكدليل على جدية النظام في فتح حوار حقيقي”.
وقال بدر الدين؛ في مؤتمر صحفي نظمه حزبه زوال اليوم في نواكشوط، إنه بدون تلبية شروط المعارضة “فلا معنى للدخول في الحوار ولا لإجراء الانتخابات”؛ بحسب تعبيره.
وحول برنامج “لقاء الشعب”، الذي استضاف الرئيس محمد ولد عبد العزيز في ذكرى تنصيبه الثانية، أشار بدر الدين إلى أنه كان على الرئيس ألا يتجنب، في “خرجته”، الحديث عن السنة الأولى من حكمه “التي تميزت بالانقلاب على الشرعية الدستورية، والإقدام على خطيئة القضاء على الحلم الديمقراطي، وحبس رئيس منتخب”.
وأضاف أن تلك السنة شهدت ما وصفها بأحداث أليمة تتطلب النقاش مع المواطنين، “فقد تسلم السلطة وخزائن سونمكس مليئة، واليوم تطالب ب19 مليار أوقية في ظروف غامضة، وارتفعت مديونية سوملك من 16 مليار أوقية في عهد ولد الشيخ عبد الله إلى 36 مليار في عهد ولد عبد العزيز، وكذلك سوماغاز”؛ على حد قوله.
وألمح النائب المعارض إلى أنه كان على الصحفيين إثارة تلك الأحداث مع ولد عبد العزيز لأنها شكلت أهم سلبيات وصوله للسلطة عن طريق انقلاب، وتم حبس مولاي العربي ظلما وزورا”.
وقال إن من يشاهد ولد عبد العزيز في برنامجه التلفزيوني “يرى رجلا يجلس على كرسي وثير وفي حالة نفسية جيدة، وليس ولد عبد العزيز الذي أتى سنة 2008 بدعايته المعروفة من انحياز للفقراء وقضاء على الفساد”، مرجعا السبب إلى أن الرئيس حينها “كان مجهولا لدى المواطنين والعالم، وقد ارتكب جريمة في حق موريتانيا بانقلابه ولا بد له من دعاية رخيصة يسرق بها عقول المواطنين البسطاء وقد تم له ذلك”، وأضاف: “اليوم وبعد أن تمكن من السلطة ضرب عرض الحائط بكل تلك الدعايات والشعارات”.
وقال بدر الدين إن الرئيس “بدل أن يعد المواطنين بخفض الأسعار دافع عن ارتفاعها ولم يأت بجديد من حيث بطالة حملة الشهادات والعاطلين عن العمل والذين بلغ عددهم 400 الف مثل العمال غير الدائمين والفقراء في الأحياء الشعبية”، مشيرا إلى أن الطريقة التي يتم بها الإحصاء وتحديد الهوية الآن “سوف تقصي الزنوج في موريتانيا بسبب وضع الحالة المدنية تحت يد رجل ليست له خبرة إدارية ولم يسبق له أن كان موظفا في الدولة”، ومؤكدا أن قول ولد عبد العزيز إن الإحصاء سيستمر 20 سنة “ينبئ عن نيته استخدامها لتزوير الانتخابات من أجل البقاء في السلطة طيلة هذه المدة”؛ بحسب تعبيره.
وحول إعلان الرئيس عن وجود احتياطي من العملة الصعبة يتمثل في 511 مليون دولار في حسابات البنك المركزي و37 مليار لدي الخزينة العامة للدولة، قال بدر الدين إن الفائدة من ذلك “تكمن في انعكاسه الايجابي على حياة المواطنين”، مشيرا إلى أن الشغيلة تطالب برفع الرواتب لملاءمتها مع القدرة الشرائية، والفقراء يصرخون للمطالبة بدعم المواد الأساسية، والعمال غير الدائمين يطالبون بالمرتبات والاكتتاب، والعائدون من ليبيا وساحل العاج يتطلعون إلى التشغيل، وسكان الأحياء العشوائية يرحلون قسريا إلى أماكن تنعدم فيها الحياة، “وولد عبد العزيز يقول إنه رئيس للفقراء، ويقول إن الدولة تمتلك الإمكانيات.. وحالة البلد كما يرى الجميع”؛ على حد وصفه.