دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى إقامة مغرب عربي “كبير قوي وقادر”، داعيا إلى الاندماج بين البلدان المغاربية الخمسة، وإنشاء منطقة اقتصادية حرة، قائلا إن تنمية حقيقية يستفيد منها الجميع لن تتأتى دون الوحدة والاندماج، وتجاوز حالة الجمود.
وقال ملك المغرب في خطاب وصفه مراقبون ووسائل إعلام بأنه “تاريخي” أمام المجلس الوطني التأسيسي التونسي اليوم السبت، “إن تحقيق طموحنا في بناء مغرب كبير قوي وقادر على القيام بالدور المنوط به سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا يجب أن يرتكز على علاقات ثنائية وطيدة بين دوله الخمس من جهة وعلى مشاريع اندماجية تعزز مكانة ومسار الاتحاد المغربي من جهة أخرى”.
وتابع الملك محمد السادس “إن الاتحاد المغربي لم يعد أمرا اختياريا أو ترفا سياسيا بل أصبح مطلبا شعبيا ملحا وحتمية اقليمية استراتيجية”.
وانتقد “التمادي في إغلاق الحدود الذي لا يتماشى مع الميثاق المؤسس للاتحاد ولا مع منطق التاريخ ومستلزمات الترابط والتكامل الجغرافي، بل انه يسير ضد مصالح الشعوب المغاربية التي تتطلع إلى الوحدة والاندماج”.
وتابع الملك المغربي “مخطئ من يتوهم أن دولة بمفردها قادرة على حل مشاكل الأمن والاستقرار، فقد أكدت التجارب فشل المقاربات الاقصائية في مواجهة المخاطر الأمنية التي تهدد المنطقة خاصة في ظل ما شهده فضاء الساحل والصحراء من تحديات أمنية وتنموية”.
وأعلن العاهل المغربي دعمه للمسيرة الديمقراطية في تونس، في أول زيارة له إلى هذا البلد منذ الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي.
وحضر الجلسة التي ألقي فيها الخطاب، مختلف قادة الأحزاب السياسية التونسية وأبرز الفاعلين السياسيين والنقابيين.
وبدأ العاهل المغربي زيارة لتونس أمس الجمعة تدوم ثلاثة أيام، بدعوة من الرئيس المنصف المرزوقي، ويرافقه فيها وفد كبير يضم ولي عهد الأمير مولاي الحسن، وشقيقه الأمير مولاي رشيد، وعدد من مستشاريه و11 وزيرا في الحكومة ووفد من القطاعين العام والخاص.
وأشرف محمد السادس والمرزوقي أمس الجمعة على توقيع 23 اتفاق تعاون بين البلدين في مختلف المجالات.