أجرى وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، خلال اليومين الماضيين، جولة خليجية قادته إلى كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، كانت هي بداية العمل الدبلوماسي الموريتاني في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني.
وتأتي هذه الجولة بعد زيارة غير معلنة قام بها ولد الغزواني مباشرة بعد انتخابه إلى المملكة العربية السعودية، وفي ظل علاقات خاصة تربطه بدولة الإمارات التي كان قادتها من أوائل قادة العالم الذين هنأوا الرجل بعد انتخابه يونيو الماضي.
لقد حمل كبير الدبلوماسية الموريتانية رسائل إلى البلدين الخليجيين، وهو الذي يعرف هذه البلدان بحكم عمله السابق كمبعوث أممي في الأزمة اليمنية، وتربطه صلات خاصة وعلاقة ود بقادة هذين البلدين.
البرقيات الرسمية الصادر عن اللقاء أكدت أن المباحثات تطرقت لسبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وتقوية التعاون المشترك، وهو تعاون يقول البلدان إنه يشمل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، مع تنسيق هام في الملفات الإقليمية والدولية التي لم تغب عن المباحثات، وفق ما أوردته الوكالة الإماراتية للأنباء (الرسمية).
ولكن ولد الشيخ أحمد وهو يستعد لمغادرة الإمارات عقد لقاء مع ممثلين عن الجالية الموريتانية في أبوظبي، ناقش معهم «أوضاع الجالية وظروف الإقامة هناك»، وفق ما نشرت الوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية) في برقية إخبارية.
وتعد الجالية الموريتانية في الإمارات واحدة من أهم جاليات موريتانيا، وخاصة من الناحية الاقتصادية والعلمية والثقافية، إذ يشغل أغلب أفرادها مناصب هامة ووظائف سامية في مختلف الحقول العلمية والثقافية والإعلامية، مع رجال أعمال وتجار نشطين.
كانت المملكة العربية السعودية هي المحطة الثانية في جولة وزير الخارجية الموريتاني، الذي استقبل من طرف العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، في قصر السلام بمدينة جدة، كمبعوث خاص من الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
خلال اللقاء سلم ولد الشيخ أحمد للعاهل السعودي رسالة من الرئيس الموريتاني، وهي الرسالة التي تأتي بعد دعوة سابقة تلقاها ولد الغزواني من السلطات السعودية لزيارة المملكة، كانت هي أول دعوة رسمية يتلقاها منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية.
وأضافت هذه البرقية أن «وزير الشؤون الخارجية الموريتاني نقل تحيات وتقدير الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، إلى ولي العهد فيما حمله سموه تحياته وتقديره لفخامته»، وفق نص البرقية.
ولم تكشف البرقية المزيد من التفاصيل حول فحوى اللقاء أو الرسالة، فيما يأتي هذا الحراك الدبلوماسي الموريتاني ليكشف ملامح التوجه الموريتاني خلال الفترة المقبلة.
وخلال السنوات الأخيرة شهدت العلاقات الموريتانية – السعودية تطوراً ملحوظاً، خاصة فيما يتعلق بالتنسيق السياسي والأمني، حين كانت موريتانيا من أوائل البلدان الأفريقية التي انخرطت في التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب الذي تأسس بمبادرة من المملكة العربية السعودية.
في غضون ذلك تنخرط المملكة العربية السعودية في استثمارات كبيرة في موريتانيا، إذ وصلت هذه الاستثمارات إلى 1,1 مليار دولار أمريكي قدمها الصندوق السعودي للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية لدعم المشاريع التنموية.
فيما قدم الصندوق السعودي تمويلات لصالح 16 مشروعًا في موريتانيا، وصلت قيمتها إلى نحو 447 مليون دولار أمريكي.