بقلم: عبد الله محمد محفوظ
مشكلة سكان قرية الربينة ولجنة مراقبة الأهلة بدأت مساء السبت 30 شعبان 1432 الموافق 30 يوليو 2011 وعند الانتهاء من صلاة المغرب في مسجدها الجامع عندما اخبر المصلين احد خيرة شباب القرية دينا وأخلاقا أنه رأى هلال رمضان قبل أذان المغرب عندما كان علي سطح المسجد الشيء الذي حدا بمعظم المصلين إلي الخروج بسرعة للبحث عن هذه الرؤية بعد سلام الإمام.
تمكن خمس رجال من رؤية الهلال من بينهم الشاب الأول وبعد ذالك شكلت لجنة من أهل العلم والورع والصلاح من سكان القرية حكمت بعدالة ثلاثة من هؤلاء السباب قبل إن ترفع الرؤية إلي حاكم وقاضي المقاطعة اللذين لم تجدهما تلك الليلة.
تم الاتصال بمكتب الدرك الذي قام برفع الرؤية بعد التأكد من صحتها شرعا وثبوتها ثبوتا لا مطعن فيه ولم يكن علم ذالك غائبا ولله الحمد يوما من الأيام عن أهل هذه القرية فأهلها قد عرف لهم القاصي والداني علمهم واعتناءهم بمراقبة الأهلة في الماضي والحاضر وشهد لهم من هو أهل للشهادة عليهم بالعلم والصلاح والبعد عن الشبهات وبعد انتظار طويل وقبل صدور بيان اللجنة النهائي بلحظات اتصل بإمام المسجد الجامع من ادعي انه مدير التوجيه الإسلامي وبدأ بسؤال قال فيه رأيتم الهلال ورؤيته هذه الليلة مستحيلة فرد عليه الإمام المذكور انتظرني حتى أصف لك ما حدث وسرد عليه وقائع الرؤية من البداية إلي النهاية ثم قام من بعد ذالك باستجواب الشهود الثلاثة العدول استجوابا أشبه ما يكون بتحقيق بوليسي مع مجرم من المجرمين يكرر خلال الأسئلة إن رؤية الهلال هذه الليلة مستحيلة وان المملكة السعودية أخبرت باستحالة رؤية الهلال. لقد لاحظ شهودنا إصرارا مبيتا وتكذيبا مبطنا من طرف السيد المحقق علي كل ما يقولونه لكن اليقين لا ينقلب شكا والظن لا يغني من الحق شيئا ونحن سكان قرة الربينة نتساءل : إذا كانت رؤية هلال رمضان مستحيلة كما كرره السيد المدير خلال الأسئلة مساء يوم السبت 30 شعبان 1432 الموافق 30يوليو 2011 فما هي الفائدة المرجوة من اجتماع هذه اللجنة ؟ وما هي الفائدة من رفعها للبلاغات بالإذاعة وإهابتها بالمواطنين إن يرفعوا إليها ما صح من رؤية الهلال؟ أمر عجيب وتناقض واضح !! كما نتساءل : هل كانت هذه البلاد مرتبطة في صومها وفطرها بالأشقاء السعوديين؟ انه من المعروف فلكيا أن موريتانيا يمكن أن تري الهلال قبل السعودية لأن موريتانيا يتأخر غروب الشمس عليها وتتأخر عنها في التوقيت بثلاث ساعات كما نتساءل : هل نحن المؤهلون لتعديل أبنائنا الذين ولدوا بيننا ونعرفهم كما يعرف الناس أبناءهم أم ذالك المحقق الذي لم يرهم ولم يسمع عنهم إلا عن طريق الهاتف؟ أم هل يجوز أن لا نعمل برؤية ثبتت ثبوتا شرعيا ونتبع ما حكمت به اللجنة حكما لم يتوفر علي ابسط المعايير المطلوبة؟ وإلا نكون قد شقينا عصي الطاعة والمسلمين حسب زعمهم !! إن رفعنا للرؤية بعد التأكد منها للجنة دليل واضح علي أننا أبعد الناس عن الذي تتهمنا به هذه اللجنة. إن من لا يبالي بشهادة جماعات المسلمين الكبيرة التي عرف لها قدرها في شأن المعرفة والدين بل يتهمها بشق عصي الناس هو وحده الذي لا يستحق إن يمثل المسلمين لا في أمر دينهم ولا دنياهم فاتقوا الله فقد رفع الإصر عن هذه الأمة فإياكم والتعصب والتطرف ولا تتهمونا رجما بالغيب هداكم الله.
أما الشيء الأخطر والأبشع من وجهة نظر سكان القرية و من عرفهم من هذا الشعب المسلم والذي لم يجد له احد مبررا شرعيا ولا عقليا بل ولا أخلاقيا هو أن هذه الوزارة قامت بإرسال الدرك إلي اثنين من أئمة مساجدها لاستدعائهما إلي نواكشوط رغم انشغالهما بصلاة التراويح والصيام وهمومهما الخاصة والعامة بغض النظر عما يترتب علي ذالك من بث روح الكراهية والامتعاض بين الإدارة والمواطن خاصة أولائك يعرفون نزاهة وعدالة هذين الأماميين وهم كثر. أن استدعاء مثل هذين الإمامين اللذين يمثلان جماعة كبيرة من المسلمين تتصف بمواصفات عالية عرفها بها الجميع من شيوع العدالة والعلم والأخلاق والتي قالها عنها من عرفها قبل إن نقولها عن أنفسنا لا نريد بها تزكية وإنما نريد بها الدفاع عن أنفسنا ومن باب قول الحق وأن التحدث بالنعم شكر
فالذي يتهم هذه المجموعة الكبيرة من المسلمين ويحاول تقريع وتوبيخ أئمتها والتلويح لها بالعصي الغليظة هو وحده الذي بريد شق عصي المسلمين وزرع الفتنة والانقسام بين المسلمين الذين (يسعى بذمتهم أدناهم)وهم يد علي من سواهم
إنه ليس لفريتنا ذنب ولا لأئمتها إلا أنهم زكوا من هم أهل تزكية وعملوا بما ثبت لديهم من رؤية الهلال ثبوتا قطعيا شرعيا لا يقبل مجالا للطعن فيه ولا يتطرق إليه الشك
إنما يثبت به رمضان حدده الشارع الحكيم وعرفه المسلمون قبل تشكيل لجان مراقبة الأهلة وهو من أبجديات الفقه التي يعرفها أدني طالب علم مستوي وكذالك ما تعدل به الشهود وتجرح ولم يغب عن احد من أهل هذه القرية يوما من الأيام.
ونحن نقول لكم إذا كنتم تجهلون هذه القرة وأهلها – وجهل الأعيان مجرحة – كان عليكم أن تسألوا عنها أهل الذكر وجيرانها وأهل منطقتها الذين هم أهل تزكيتها قبل أن تكيلوا لها الاتهامات المبنية علي الرجم بالغيب وتظنون بها ظن السوء الذي نهي الشارع الحكيم عنه أحري إذا كان هذا صادرا عن لجنة كنا نعتقد أنها مكونة من أهل العلم والمعرفة والثقة وتمثل الجهة الوصية علي شؤون المقدسات الإسلامية. إنه يكفي هذه القرية شرفا وفخرا عندما جرحها من لا علم له بأهلها وليس أهلا لذالك تزكية قري المسلمين المجارة التي عرفت ماضي هذه المجموعة وحاضرها ونذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر الشيخ عبد الله ولد احويبل شيخ محظرة من اكبر وأشهر واعرق محاظر البلاد ونقول لكم انه لم يشع في يوم من الأيام عن هذه القرية تطرف في الفكر ولا في السلوك ولا في الرأي إنما تنتهج المنهج الوسط الذي لا إفراط فيه ولا غلو ولم تنجب متطرفا واحدا ولا تبالي بإهانات من يجهلها ولا تهديداته بالدرك التي لم يعد اللصوص المجرمون يخافونها أحري من كانت جريمته انه صام رمضان إيمانا واحتسابا بعد ما ثبت عنده بأدلة شرعية لا يجوز له شرعا العدول عنها ونقول أيها الإخوة المحترمون إن الطاعة في المعروف وفي المعروف فقط لا غير ومن المحزن والمؤسف إن عجلة الإصلاح والتغيير التي طهرت كثيرا من المؤسسات والقطاعات لم تطل حتى الآن وزارة الشؤون الدينية فما زال هناك أشخاص تركتهم الأنظمة البائدة تربوا في أحضانها وتشبعوا بأفكارها من مصادرة الآراء وعدم الاستماع للآخرين والتلويح بالعصا لمن عصي رغم إن من كانت ثقافته إسلامية كما هو متوقع لا يخفي عليه إن الإسلام يحترم الجماعات وآراءها ولذالك شاعت الآراء المتعددة والفتاوى المتباينة وما ذالك إلا لما لهذا الدين الحنيف من مرونة وحسن ظن بالناس وعدم تعصب حني قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالي : رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب
وأخيرا نقول لكم إن هذا الأسلوب ليس من الحكمة ولا من الموعظة الحسنة ولا يخدم مصلحة الوطن والمواطن بل ولا مصلحة اللجنة ولا يناسب مؤسسة تمثل المقدسات ولا يتماشى مع روح الشهر الكريم وما قصة رمضان الماضي منا ببعيد.