جدد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني دعوته إلى منح القارة الأفريقية مقعدين دائمين في مجلس الأمن، وذلك في سبيل “جعل الحكامة السياسية الدولية أكثر عدلا وتوازنا وتمثيلا للدول الأقل نموا”
تحدث ولد الغزواني الذي يرأس الاتحاد الأفريقي، وكرر دعوته هذه في محافل دولية متكررة منذ رئاسته للاتحاد، أثناء مشاركته اليوم الخميس، في قمة بريكس المنعقدة في مدينة كازان الروسية في دورتها السادسة عشر.
ويتكون مجلس الأمن، أحد الأجهزة الرئيسة في منظمة الأمم المتحدة، من خمس عشرة دولة، خمسة منها فقط بعضوية دائمة، هي الولايات المتحدة والصين وروسيا والمملكة المتحدة وروسيا، من غير عضوية أفريقية دائمة في المجلس.
وجاء حديث ولد الغزواني في القمة المنعقدة تحت شعار “التعاون المتعدد الأطراف: من أجل أمن وتنمية عادلة” بمشاركة 38 دولة من مستويات اقتصادية وتنموية متباينة، وبحضور 24 قائدا من هذه الدول.
وكما أشار شعار القمة المقامة في روسيا، فقد جاء خطاب الرئيس الموريتاني ليعالج الإشكاليات المطروحة للدول الأقل نموا في العالم، خاصة في أفريقيا التي يرأس ولد الغزواني حالياً اتحادها دوريا.
فقد أكد في معرض حديثه عن الإشكالات التنموية وضرورة التعاون والتضامن الدوليين، في قمة جعلت على رأس أولوياتها التعاون متعدد الأطراف، أن “التنمية لا تكون ناجعة ومستدامة إلا بقدر ما تكون شاملة قائمة على تضامن وتعاون دولي راسخ.”
ورد ولد الغزواني صعوبة استغلال الدول الإفريقية بشكل خاص فرصها الإنمائية الكبيرة من أجل التطور والنماء، “إلى مشكلة المديونية التي تعيق بقوة جهودها التنموية”، داعيا إلى “بعث ديناميكية جديدة في رأيه توجب حتما إعادة صياغة الحكامة الدولية المالية والسياسية”.
وأجمل غزواني حديثه التنموي بضرورة استحداث ميثاق تنموي للتمويل، “أكثر مرونة واستدامة ويضمن للدول الأقل نموا نفاذا سلسا ومنصفا لتمويلات تناسب أولوياتها”.
وإلى جانب حديثه التنموي، أكد ولد الغزواني بشكل ملح، ضرورة إعادة صياغة منظومة الحكامة السياسية الدولية، وهي أولوية على رأس جدول القائمين على القمة، مشيرا إلى “أن صيغتها الراهنة يطبعها الكثير من الحيف على حساب الدول الأكثر ضعفا والأقل نموا.”