قصر المؤتمرات – أحمد أمين
المهمة كانت صعبة، أمام مزيج من الخلايا الفنية، لترتيب أول لقاء بين رئيس الجمهورية ومواطنيه في ذكري مرور عام علي تسلمه السلطة.
فنيو ترتيب الذكري في إطلالتها التلفزيونية والإذاعية كانوا سياسيو حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الذين أمنوا وصول المئات من سكان الأحياء الشعبية والذين تطأ أقدام بعضهم القصر لأول مرة، وهو القصر الذي ظل حكرا علي النخبة قبل أن يرفع ولد عبد العزيز شعار “رئيس الفقراء” ليفسح المكان لهؤلاء السكان في ترتيبات البروتوكول؛ كما يلاحظ أحد الصحفيين المتابعين.
محمد يحي ولد حرمة السياسي الذي أوكلت إليه قيادة مفاوضات داكار كان من بين من ألقيت عليه مسؤولية ترتيب الحدث سياسيا، حيث امتلأت إحدى قاعات القصر بوجهاء الحزب الحاكم، وكذا من سكان الأحياء الشعبية الذين جلسوا على المقاعد الوثيرة وشاهدوا الرئيس يتحدث من خلال شاشات بلازما عريضة، غير بعيد كان الوزير الأول مولاي ولد محمد لغظف يشاهد هو الآخر مجريات اللقاء من إحدى قاعات القصر المخصصة لكبار الضيوف مستفيدا من دقائق الراحة للحديث مع الرئيس وقتما تسمح الفواصل.
الإجراءات الأمنية كانت مشددة للغاية كالعادة خصوصا في ظرفية أمنية تسجل فيها موريتانيا عدة أهداف في مرمي القاعدة، ورغم ذلك سجل لرجال الأمن تعاملهم بسلاسة مع الصحفيين الذين غطوا الحدث.
التلفزيون والإذاعة الموريتانيين حشدوا طاقات غير مسبوقة سواء عبر النقل المباشر من أقصى مدينتين، هما نواذيبو وكيهيدي، في “الغاليري” التي أعدت لترتيب البث كانت الأصوات تتعالي لمواكبة سيل من اتصالات المواطنين بعضهم ظل يعاود الاتصال منذ الصباح حتى قبل بداية البرنامج على اعتقاد بأن الرئيس ينتظر مجرد اتصال منهم للإجابة، “لقد كنا على الأعصاب”، يقول احد الفنيين وهو يرى ساعات البرنامج تتمدد بعد أن كان مقررا لها آن تمتد مجرد ساعتين، لكن رغبة الرئيس في الرد علي كل التساؤلات، ونجاعة الصحفي الشاب المختار ولد عبد الله علي إدارة الحوار أعطيا عمرا إضافيا لأول لقاء تلفزيوني مباشر بين رئيس عربي ومواطنيه.
وزير الاتصال حمدي ولد محجوب انفق وقته في التنقل بين “الغاليري” واستوديو البرنامج.. لقد شبهه البعض بمدرب الفريق، ألم يكن البرنامج مباراة كبيرة؟.. إذ على رئيس الجمهورية آن يكسب الجمهور في وجه خطاب المعارضة، الكثيرون يقولون انه حقق أهدافا حتى ولو قال البعض أن الفريق الآخر لم يغب بدليل آن أسئلته كانت حاضرة.
طالت الساعات، كثرت الأسئلة، حاول الرئيس الإجابة قدر الإمكان حتى حبسه الزمن في منتصف الليل، بقيت أسئلة لم تجد جوابا لكنه وعد بالإجابة عنها، تنفس الفريق الفني الصعداء ومعهم المدرب، لقد انتهي وقت البرنامج.