وأضافت الجماعة في بيان حصري لصحراء ميديا أن هذه الخطوة “لها دلالات قوية، وتوحي بأن حكام بماكو بدأوا يدركون أنهم كانوا يسيرون في الاتجاه الخطأ”، غير أنها أكدت “أنها غير كافية” مطالبة باتخاذ خطوات مماثلة “تجنب المنطقة أزمات خطيرة”، وفق تعبيرها.
وكان الرئيس المالي بالوكالة قد اختار مساء أمس الثلاثاء وسيط الجمهورية ليشغل منصب الوزير الأول، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على استقالة الوزير الأول موديبو ديارا الذي اعتقل مساء الاثنين على يد وحدات عسكرية موالية لزعيم الانقلابيين ممادو هايا سنوغو.
وفيما يلي نص البيان الذي أصدرته جماعة أنصار الدين:
بسم الله الرحمن الرحيم
جماعة انصار الدين
بيان يخصوص الوضع السياسي في بماكو
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا اما بعد:
فتتابع جماعة انصار الدين باهتمام وترقب الاوضاع المتقلبة في اروقة النظام في بماكو، التي اسفرت عن ازاحة واعتقال رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية، تلك الاحداث التي جاءت في خضم المحادثات التي ترعاها وساطة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا، ممثلة في رئيس بوركينا فاسوا، وترى الجماعة ان لهذه الخطوة دلالات قوية ، توحي بان حكام بماكو بداوا يدركون انهم كانوا يسيرون في الاتجاه الخطا، ذلك ان رئيس الوزراء المخلوع كان من اشد المتحمسين للحملة العدوانية على شعبنا الازوادي، وقد اعلن ذلك بشكل واضح في جميع طلعاته الاعلامية، مستخفا بكافة الخطوات الدالة على حسن النية، والتي ابداها المفاوضون عن الشعب الازوادي، ومن ضمنهم جماعة انصار الدين ،في سبيل الوصول لحل سلمي، يجنبنا ويلات الحرب.
ونحن اذ نعتبر هذه الخطوة الجريئة عملا ايجابيا قد يصب في اطار تحريك الملفات العالقة والتقدم بها الى الامام، فاننا في الوقت نفسه نرى انها غير كافية، بل لابد من التسريع بخطوات مماثلة ، نرى انها تجنب المنطقة ازمات خطيرة، ينبغي على اي حكومة مستقبلية يتم تعيينها مراعاتها، ومن تلك الخطوات ما يلي:
1. الكف عن العدوان الهمجي المتكرر في حق اهلنا العزل ، والذي كان تحت رعاية واشراف الحكومة العنصرية السابقة ، وقد تاكد ذلك من خلال اقرارها لتلك الجرائم وعدم التحقيق فيها، لينال الجناة جزائهم ، وبدل ذلك يطلع علينا وزير الدفاع بتصريحات استفزازية، يبرر فيها قتل الابراياء بانه حماية لاراضيه ، علما انه عاجز عن تامين محيط مكاتبه، وازقة مدنه التي صارت مسرحا للجريمة المنظمة.
2. مواصلة اسكات الاصوات العدوانية العنصرية ،المنادية بالتدخل الاجنبي ،والاعتداء على شعبنا دون اي ذنب ،وازاحتها عن مواقع صنع القرار، لكي يتسنى لصوت العقل والحكمة ان يسود،
3. التعامل بجدية مع ملف التفاوض الجاري، وتغيير الرؤية التقليدية المتعالية، التي دابت الحكومات المتعاقبة على انتهاجها، والتي تعتبر الشعب الازوادي ورقة ضغط لجلب المساعدات المالية الخارجية لا غير، ثم غض الطرف عنه، وتجاهل الحقوق المشروعة لهذا الشعب، وعلى راسها حقه في العيش حرا وبكرامة، تحت ظل الشريعة الاسلامية.
4. نذكر الاطراف المحركة للشان السياسي ان الجري وراء المطامع الغربية لن يجدي نفعا، ولن يكون مصير اللاهثين خلف الخطط الاستعمارية الا التخلي عنهم ،ورميهم في دهاليز النسيان، ولكم عبرة في رموز الانظمة القمعية ،التي كانت خادما مطيعا للقوى الاستعمارية ضد مصالح شعوبها، وخاصة رموز النظام المالي السابق، الذي بنى امجاده على اشلاء وجماجم المستضعفين من اهلنا في ازواد، منذ عقود.
5. نجدد تاكيدنا على اختيار الممكن من الحلول السلمية، التي لا تعارض ثوابتنا ومبادئنا الاسلامية ، وفيها مصلحة شعوبنا.ونبدي استعدادنا للاستماع والنقاش والتفاوض، مع اي طرف جاد، يسعى لحل الازمة دون استعداء الاخرين علينا.
وبالله التوفيق والحمد لله رب العالمين
المكتب الاعلامي للجماعة