محمد محفوظ المختار – صحفي
اعذرني سيدي رئيس الجمهورية فقد حاولت جاهدا أن أبعث إليكم ببيان جديد عن الحالة في الداخل لكن قلمي أبى المساعدة فحاولت معه لعله يجاريني لكن محاولتي باءت بالفشل، ارتأيت أن أسأله عسى أن أجد عنده جوابا يشفي مني الغليل ويجعلني أقلع عن محاولة جديدة، فسألته قائلا: مالذي يمنعك من رسم حروف تصف أحوال مواطنين وتكشف عن بعض أوجه معاناتهم؟ فقاطعني غاضبا بالله عليك من أين أبدأ؟
هل أبدء معك من حيث أرادت سلطة القصر الرئاسي أن تتدخل في الحياة الطلابية وأن تشق صف الطلاب وتشيع بينهم ثقافة الفتنة والشقاق؟ وأن تجعل من الساحة الجامعية حقل تجارب سياسي لثقافة التشرذم الذي تريد أن تزرعه بين المكونات الاجتماعية الوطنية، بدل أن تجعلها منبرا علميا وأكاديميا ومركزا للتثقيف والتعليم؟
أم تتعجل مني التطرق إلى حديث الساعة والقمع الذي تعرضت له الديمقراطية ممثلة في رؤساء أحزاب معارضة خلال تنظيمهم لنشاط يرون فيه ممارسة لحقهم الطبيعي والقانوني في اعتصام ارتأوه احتجاجا على أوضاع متدهورة ؟،
أم أطلعك على ما يشغلني من حديث الناس عن الاستهداف الذي تعرضت له عاطفتهم الدينية القوية من خلال استفزازهم بإحراق كتب تعتبر مراجع للمذهب المالكي الذي اتبعوه. واستغلال تلك الفعلة من أطراف اللعبة السياسية من خلال الطريقة التي تعاملوا بها مع الحدث؟.
أم تريد مني المحاولة لتقصي مشاكل العمال ولما تبتعد ذكرى احتفالهم بيومهم العالمي الذي كان له طعم خاص في بلادنا؟
أم عن الوضع السياسي والعمالي مشاكل لا بد من الابتعاد عنه النزول إلى الوضع المعيشي للسكان.
لابأس سأحاول أن أنقل لك بعض أوجه المعاناة اليومية التي يكابدها المواطن صاحب الدخل المحدود – في أحسن الأحوال – والمعدوم – في أغلب الأحيان- جراء ارتفاع للأسعار جعلته يدور في دائرة من المعاناة والألم اليومية؟
لن أطلعك على معاناة صاحبة الأسرة التي هجرت مضجعها قبل طلوع الفجر عسى أن تظفر بزاد يومي زهيد من أحد حوانيت أمل 2012م بعد معاناة طويلة مع الطابور الطويل. أنت أبصر مني بتلك المعاناة وأكثر اطلاعا عليها.
عزيزي لا شك أنك لا تريد أن تعلم أن المنمين الذين يزودون السوق الوطنية باللحوم يعانون من توظيف عملية أمل السياسي والذي هو غاية في الغرابة، بحيث يعطى الموالي قليل ويمنع المعارض أقل القليل مما يخفف معاناة جفاف ماحق أتى على الأخضر قبل اليابس.
لا شك أنك لا تريد أن تطلع على حالة الوطن المزرية التي يعيشها على كافة الأصعدة…… هنا عرفت أن القلم يملك كل الحق في رفضه لمجاراتي وكتابة بعض ما أردت أن أطلع عليه مجلس وزرائكم الموقر راجيا أن يكون قلمي قد أخطأ التوصيف في ما يختص بالمواطنين وحياتهم اليومية أما الشأن السياسي فهو حاضر في حياتنا اليومية بشكل متميز، وبالتالي فلن أحدث عن حاضر.