حوادث السير تودي حتى الآن بحياة 3 أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 63 شخصاً
طوبى: صحراء ميديا
تخلد مدينة طوبى، عاصمة الطريقة المريدية وسط السنغال، اليوم الخميس الذكرى 117 لترحيل الاستعمار الفرنسي لمؤسس الطريقة المريدية الشيخ أحمدو بمب، وهي المناسبة المعروفة محليا باسم (ماكال طوبى).
وكانت المدينة قد شهدت خلال الأيام الماضية تزايدا كبيرا في عدد الزوار القادمين من مختلف ولايات السنغال إضافة إلى بعض الدول الإفريقية المجاورة، وهو ما تسبب في اختناقات مرورية كبيرة تكون المدينة على موعد معها في كل عام حيث تعودت على استقبال ملايين الزوار من أتباع الطريقة المريدية.
وكان الرئيس السنغالي عبد الله واد قد أعلن اليوم الخميس الموافق لذكرى ماكال طوبى، يوم عطلة معوضة على المستوى الوطني، كما طلب سليمان اندني انجاي، الوزير الأول السنغالي، من حكومته أن تتخذ كافة التدابير اللازمة لتنظيم (ماكال طوبى) بشكل جيد، وذلك لأنها مناسبة “فريدة ودولية” على حد تعبيره.
وفي سياق متصل كانت سلطات الحماية المدنية بالمدينة قد أعلنت يوم أمس الأربعاء وفاة ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة أكثر من 63 شخصا في حوادث مرورية شهدتها الطرق المؤدية للمدينة.
وقالت السلطات إن أحد القتلى توفي بالقرب من المسجد الكبير بطوبى بعد أن صدمته سيارة كانت تمر من وسط الجموع البشرية، فيما شهد أحد الطرق السريعة المؤدية للمدينة حادث اصطدام بين حافلتي ركاب، مما تسبب في إصابة 63 شخصاً من بينهم 23 إصاباتهم خطيرة.
وفي سياق آخر تجعل هذه المناسبة من مدينة طوبى مركزاً يستقطب مختلف الشخصيات السياسية من معارضة وموالاة، حيث زارها الرئيس السنغالي عبد الله واد، الذي أعلن منها أنه يود لو أن المعارضة استمعت إلى خطب خليفة الطريقة المريدية حتى ينتهوا عن السعي إلى تخريب البلاد، على حد وصفه.
كما زار المدينة من زعماء المعارضة عثمان تينور ديانغ، وهو أحد أبرز مرشحي المعارضة للانتخابات الرئاسية المقبلة، ودعا ديانغ خلال زيارته للمدينة إلى الحفاظ على السلم المدني في السنغال، مطالبا الخليفة العام للطريقة المريدية بالدعاء والصلاة من أجل السنغال.
ولعل من أكثر ما يميز هذه النسخة من (ماكال طوبى) تلك المعارض الكبرى حول الطريقة المريدية التي تنظم للمرة الثالثة، والتي قال منظموها إنها أكثر أنشطة هذا العام استقطاباً للزوار، حيث شارك في التحضير لها 75 شخصية سنغالية.
وتم تقسيم هذه المعارض إلى ثلاثة أجنحة حيث تم تخصيص جناح لكل من اللغات الثلاثة: العربية، الفرنسية والإنجليزية.
وتعرض عددا من الصور التاريخية لأبرز شخصيات الطريقة المريدية التي تعتبر واحدة من أكثر الطرق الصوفية تأثيرا بالسنغال، وعلى رأس هذه الشخصيات مؤسس الطريقة الشيخ أحمدو بمب المعروف لدى أتباعه بخادم الرسول، هذا إضافة إلى أن أجنحة المعرض تم بعض المخطوطات النادرة التي تتحدث بدورها عن تاريخ الطريقة ومراحل تطورها.
وقال محمد الامين ديوف، عضو اللجنة العلمية للمعارض، إنها “ثمرة ما يزيد على ثلاثين سنة من العمل، فمنذ 1981 ونحن نقوم بالمقابلات وإنتاج الأفلام والبحث عن المخطوطات والصور”، مؤكداً أن المعارض تعاني من نقص في المساحة نتيجة للضغط البشري عليها، حيث قال “نحن نحتاج إلى مساحة أكبر م الموجودة بعشرة أضعاف”، على حد تعبيره.
وقد شهدت هذه المعارض إقبالاً كبيراً من طرف الزوار، حيث كان هنالك مجموعات من الشبان تعمل على شرح المعروضات واستعراض الصور والمخطوطات التاريخية والتعريف بهما.
وتشرف هذه المجموعات الشبابية على مراقبة الزوار بشكل دقيق حيث يمنع التصوير داخل المعارض سواء عن طريقات الكاميرات الرقمية أو حتى كاميرا الهاتف النقال، هذا إضافة إلى أن الداخل للتجول في أجنحة المعرض يتوجب عليه التخلص من حذائه عند الباب.
وتجدر الإشارة إلى أن نسخة هذا العام هي الذكرى 117 لترحيل خادم الرسول الشيخ أحمدو بمب (1853-1927) من طرف الاستعمار الفرنسي إلى الغابون سنة 1895، قبل أن يعود إلى السنغال سنة 1902.