يفتتح الاحد في بيروت مؤتمر من تنظيم الامم المتحدة حول “الاصلاح والانتقال نحو الديمقراطية”، ويفتتح المؤتمر الذي يستمر يومين الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يزور بيروت لهذه الغاية, ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.
واوضحت المستشارة الاقليمية للامم المتحدة مهى يحيى التي تتولى الاعداد للمؤتمر لوكالة فرانس برس ان من المداخلات المدرجة في برنامج اللقاء, واحدة للرئيس الموريتاني السابق علي ولد محمد فال الذي قاد انقلابا عسكريا أطاح بمعاوية ولد سيدي احمد الطايع لكنه وعد بتسليم السلطة من خلال انتخابات ديمقراطية خلال سنة, ونفذ وعده.
وقال يحيى “هذا امر نادرا ما يحصل لا سيما مع العسكر حين يصلون الى السلطة”, بحسب يحيى.
واضافت ان “مسؤولين سابقين وحاليين في عدد من دول العالم سيتحدثون عن خبراتهم الرائعة والغنية في مجال الانتقال الى الديموقراطية”.
وسيكون الاجتماع مغلقا ولن يسمح للصحافيين سوى بتغطية الجلسة الافتتاحية التي يتحدث فيها بان كي مون وميقاتي, وطاولة مستديرة الاثنين بعنوان “آفاق المستقبل في المنطقة العربية”.
واشارت يحيى الى ان بين الشخصيات التي ستشارك في المؤتمر وزير الخارجية التركي داوود اوغلو الذي سيتحدث عن “معالجة تحديات المرحلة الانتقالية”.
وتلعب تركيا في المرحلة الحالية دورا اقليميا بارزا في النزاعات في المنطقة.
كما ستتحدث رئيسة تشيلي السابقة ميشال باشليه عن تجربتها في الحكم الديموقراطي بعد 17 عاما من التسلط في ظل الحكم العسكري لبينوشيه.
وسيتحدث رئيس سيراليون السابق احمد تيجان عن تجربته في الحكم بعد الحرب الاهلية في بلاده ونجاحه في دمج المحاربين في الجيش والمجتمع, ووزير خارجية تشيلي السابق خوان غبريال فالديس عن السلطة العسكرية والسلطة المدنية.
اما عضو مجلس الشعب المصري زياد بهاء الدين الذي وصل الى البرلمان في اول انتخابات بعد سقوط نظام الرئيس حسني مبارك, فسيتحدث عن “تحديات النمو الشامل” في المرحلة الانتقالية بينما سيطرح وزير خارجية بلغاريا نيكولاي ملادينوف عن تجربة بلاده في ضبط الفساد والمافيات بعد الانتقال الى الديموقراطية.
ومن المشاركين في المؤتمر ايضا الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى والمرشح الى الرئاسة المصرية عبد المنعم ابو الفتوح المنشق عن حركة الاخوان المسلمين الذي سيتحدث عن الدين والدولة, ووزير الشباب والرياضة في ليبيا بعد الثورة فتحي تربل الذي فاز اخيرا بجائزة “لودوفيك تراريو” العالمية التي تعطى سنويا في بروكسل لناشط في مجال الدفاع عن حقوق الانسان.
وقد تولى تربل قضية الدفاع في مجزرة سجن أبو سليم التي ارتكبها نظام معمر القذافي في ليبيا العام 1996 وراح ضحيتها 1200 سجين.
وقالت الاسكوا في تعريف بالمؤتمر وزعته الخميس على وسائل الاعلام, ان المواطنين في الدول التي “نجحت فيها الانتفاضات الشعبية في الاطاحة بحكام متسلطين, يكتشفون ان هذه هي الخطوة الاولى وان الطريق الى الديموقراطية طويل ومليء بالصعوبات”.
وجاء في المذكرة ان بين التحديات التي تواجهها معظم الديموقراطيات الناشئة “تفشي الفساد والصراع على السلطة الذي يقود الى درجات مختلفة من الفتنة” و”تحقيق العدالة الانتقالية وتعزيز الاشراف المدني على القوات المسلحة ودمج الفئات المهمشة” في المجتمع, و”انجاز الاصلاح في المؤسسات” و”حماية حرية الاعلام”.
وسيشكل المؤتمر فرصة لتبادل الآراء والخبرات حول هذه القضايا وغيرها التي تهدف الى ابراز افضل السبل للوصول الى تحقيق “الدولة المدنية”, بحسب وثيقة التعريف عن المؤتمر.