وافقت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» اليوم الاثنين، على تسجيل ثلاث معالم جديدة من التراث الموريتاني، ضمن تراثها الإسلامي.
ووفق ما أورد المحافظ السابق للتراث الموريتاني، النامي ولد صاليحي عبر حسابه على فيسبوك، فإن الأمر يتعلق بضريح الأمير المرابطي أبوبكر بن عامر ومسجد «كتاكه» وموقع «توكبه».
مسجد كتاكه
في قلب حي كتاكة العريق في مدينة كيهيدي جنوبي موريتانيا، يقع المسجد العتيق بنمطه العمراني الفريد، وتاريخه الطويل في نشر الإسلام في هذه المنطقة.
تقول الروايات التاريخية إن المسجد العتيق شيد في أواخر القرن الثامن عشر بتمويل من بعض أبناء المنطقة الذين كانوا يمارسون نشاطا تجاريا في دول الجوار ليكون أول مسجد في المنطقة بهذا الحجم.
كما يمثل المسجد الجامع بكتاكه في كيهدي معلما بأبعاده الثلاثة؛ الروحية والثقافية والمعمارية، التي مشكلت هويته الخاصة المستوحاة من النمط السوداني الصحراوي الذي يوجد غالبا في المدن الإسلامية القديمة في إفريقيا جنوب الصحراء.
وتعتقد هذه الروايات أن هندسة المسجد تحاكي جامع تمبكتو الإسلامي الذي كان نقطة لتلاقى الحضارات العربية والإفريقية ومركزا دينيا في غرب إفريقيا .
ومع تزايد السكان في منطقة كيهيدي وتضاعف أعداد المصلين خضع المسجد لتوسعات و ترميمات حافظت في مجملها على شكله المعماري.
الضريح
بين جبال تكانت وسط موريتانيا وأوديتها وعلى بعد 90 كلم بالتحديد من مدينة تجكجة، يرقد الأمير المرابطي بوبكر بن عامر منذ مئات السنين.
يعد ضريح بوبكر بن عامر من أهم الأضرحة في موريتانيا بوصفه أحد أمراء دولة المرابطين الذين انشغلوا بالفتوحات الإسلامية وتعليم الفقه وقد توفي عزم 480 هجرية الموافق 1087 ميلادية.
وعرف المكان الذي دفن فيه بمكسم بوبكر بن عامر وهو تراث وطني مصنف في السجل الوطني للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
ومنذ ذلك الحين أصبح الضريح مزارا معروفا في تلك المنطقة، نظرا للمكانة الروحية التي يتميز بها مما مكنه ذلك من أن يكون تراثا وطنيا.
موقع تكبة
على بعد خمسين كيلومترا في الجهة الشمالية الشرقية من مقاطعة تامشكط بولاية الحوض الغربي، تقع مدينة «تكبة» العتيقة التي تأسست بداية القرن الحادي عشر الهجري على يد بعض الجماعات الموريتانية التى نزحت من مدينة تينكي التاريخية .
وتؤكد مصادر تاريخية أن سكان «تكبة» اختاروا تأسيس مدينتهم في موقع استراتيجي؛ في حضن جبل «تكبة» بمنطقة أفلة وعلى حافة وادي اركيز الذي يتميز بكثرة الأشجار الوارفة الظلال والماء العذب.
تظهر ركام المدينة الحجرية من بعيد على شكل تلال جبلية حمراء، لكن مع الاقتراب منها أكثر تتضح معالمها ممثلة في بيوتها وأزقتها الضيقة ومخازنها العميقة التي بنيت تحت الأرض .
وغير بعيد من الناحية الشرقية للمدينة تقع مقبرة «تكبة» المترامية الأطراف والتي تضم عشرات الأعلام من والعلماء والأمراء.