بعذ فوزها بصفقة تسيير نظافة العاصمة الموريتانية نواكشوط، الشهر المنصرم، بدأت شركة “آرما” المغربية عملياتها الميدانية من خلال اكتتاب عمال محليين وتوزيع الحاويات والشاحنات في مختلف المقاطعات، إيذانا ببدء عقد يمتد عشر سنوات ويشمل جميع مقاطعات العاصمة التسع.
وتُعد “آرما” واحدة من أبرز الفاعلين في قطاع النظافة بالمغرب، إذ تقدم خدماتها لأكثر من ثلاثة ملايين نسمة في 27 مدينة، عبر طاقم يتجاوز عشرة آلاف موظف.
ويمثل مشروع نواكشوط أول تجربة دولية للشركة خارج بلدها، في إطار تعاون إفريقي يعزز تبادل الخبرات في مجالات البيئة والصحة العامة؛ وفق القائمين عليها.
في العاصمة الموريتانية، وزعت الشركة مئات الحاويات، وخصّصت شاحنات لكل مقاطعة تعمل على مدار الساعة بإشراف فرق فنية متخصصة، مؤكدة أن دفعة جديدة من المعدات ستصل قريبا لتعزيز عملياتها الميدانية.
وتقول إدارة الشركة إن الهدف هو «إرساء نظام حديث لجمع النفايات، قائم على الفعالية والمتابعة الدقيقة»
وقالت فائزة، مديرة فرع الشركة في موريتانيا، في تصريح لـ”صحراء ميديا”، إن “المهمة رغم صعوبتها قابلة للإنجاز بتضافر الجهود”، مضيفة أن الشركة أطلقت رقما أخضر لتلقي اتصالات المواطنين والإبلاغ عن مواقع تراكم النفايات، بهدف إشراك السكان في عملية تحسين النظافة العامة.
منذ بدء أنشطتها، فتحت “آرما” الباب أمام مئات فرص العمل لصالح اليد العاملة المحلية، سواء في الميدان أو في الجوانب التقنية والإدارية، حسب الشركة.
وتؤكد الشركة أن خططها تشمل تكوين العاملين على أساليب حديثة في جمع وفرز النفايات، ما يساهم في نقل الخبرة وخلق قيمة مضافة للاقتصاد المحلي.
عدد من سكان العاصمة أكدوا في حديثهم لـ”صحراء ميديا” أنهم «لمسوا تحسنا في وتيرة جمع القمامة، بعد أن كانت الأحياء تعاني من تراكمها، بينما اعتبر آخرون أن بعض مظاهر التلوث ما تزال مرتبطة بالعربات العشوائية وضعف الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة».
من جانبه، قال نائب عمدة بلدية تفرغ زينه، السالك ناجم، إن «نظافة المدن مسؤولية مشتركة، تتطلب تعاون السلطات والشركة والمواطنين، إلى جانب فرض عقوبات رادعة على المخالفين» مشددا على أن إشراك المواطن عنصر أساسي في نجاح أي تجربة من هذا النوع.
وتبلغ القيمة الإجمالية لصفقة نظافة نواكشوط 70 مليارا و686 مليونا و200 ألف أوقية قديمة (حوالي 16.4 مليون يورو)، موزعة على ولايات نواكشوط الثلاث.
ووفق ما أُعلن رسمياً، فإن المشروع يهدف إلى تحسين واقع النظافة الحضرية وتطوير خدمات جمع النفايات وفق مقاربة بيئية حديثة، تراعي الجوانب الصحية والبيئية على المدى الطويل.