التقيت لأول مرة بالوزير والسفير محمد بنعيسى رحمه الله سنة 1997م فى واشنطن، حيث كان سفيرا للمملكة المغربية وكنت سفيرا للجمهورية الإسلامية الموريتانية لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
ولكنى كنت قد سمعت عنه قبل ذلك وعن زيارته لموريتانيا بصفته وزيرا للثقافة لتدشين المسجد المعروف الآن “بمسجد المغرب” في العاصمة نواكشوط رفقة زميله الموريتاني المرحوم محمد سالم ولد عدود.
وخلال ذلك اللقاء فى مكتبه بالسفارة المغربية بواشنطن، حدثنى عن ذكرياته حول تلك الزيارة وعن إعجابه بالشخصيات الثقافية الموريتانية التى التقاها وعن عزمه على ترسيخ وتنويع العلاقات الثقافية بين البلدين وهكذا تم خلال توليه الوزارة، من بين مبادرات أخرى، تنشيط المركز الثقافي المغربي الذى يعمل الآن بكل حيوية ونشاط.
كما حدثنى عن فترة عمله موظفا فى منظمة الأمم المتحدة التى كنت أنا الآخر حديث عهد بها حيث كنت قادما للتو من نيويورك كممثل دائم لبلدى لدى المنظمة الدولية.
ولعلمى بإنشائه لموسم أصيله الثقافي سنة 1978م وبالمكانة التى صار يحتلها آنذاك هذا الحدث الفريد من نوعه على الساحة العربية والأفريقية وحتى العالمية، سألته عنه فأجابنى مازحا بخفة دمه وأريحيته المعهودتين: “نجح موسم أصيله لأني أنا أكبر شحات فى العالم”.
وتشاء الأقدار بعد ذلك أن يتم تعيين كل منا وزيرا للخارجية لبلده أنا فى أواخر سنة 1998م، وهو فى بداية سنة 1999م. وقد عملنا جاهدين على النهوض بالعلاقات الموريتانية – المغربية وتطويرها وتنويعها.
وقد كللت تلك الجهود بالزيارة الناجحة التى أداها فخامة الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع إلى المملكة المغربية فى أبريل 1999م.
وبعد تعيينى وزيرا للخارجية مرة ثانية سعدت بلقاء الوزير بنعيسى حين دعانى للمشاركة فى فعاليات موسم أصيله سنة 2006م فرأيت على الطبيعة كم كان صادقا حين كلمنى فى مكتبه بواشنطن عن نجاح هذه التظاهرة العالمية التى شكلت وما زالت تشكل قنطرة ثقافية وفنية بين العالمين العربي والأفريقي وبينهما وباقى البلدان حول العالم.
رحم الله الصديق الوزير والدبلوماسي والموظف الدولى محمد بنعيسى.
أخلص التعازى وأصدق المواساة لعائلته وذويه وأسأل الله أن يعظم أجرهم ويحسن عزاءهم.
إنا لله وإنا إليه راجعون
أحمد ولد سيد أحمد
وزير الخارجية الموريتاني السابق