أصدر الكاتب الموريتاني المقيم في فرنسا عبد الله ولد المرواني، كتاباً جديداً تحت عنوان: “فرنسا التي رأيت”، وهو كتاب يقدم دراسة ميدانية تحليلية مفصلة عن الحياة العامة والأوضاع السياسية والاجتماعية في فرنسا، كما يعرض بالتفصيل المشاكل والصعوبات التي يعاني منها مسلمو فرنسا.
الكتاب الذي يقع في أكثر من 500 صفحة ويتكون من جزئين يتوزعان على ثلاثة عشر فصلاً، يعالج “مواضيع ساخنة غائبة عن أذهان الكثير من القراء والمراقبين العرب”، خاصة حين يتطرق المؤلف إلى موضوع “العلمانية الفرنسية”، ويبين كيف أنها وصلت إلى ما قال إنه “أعلى درجات الغلو والتطرف، بتهميشها لبعض الشرائح المكونة للمجتمع الفرنسي، وباستهدافها لدين واحد هو الإسلام”، وفق نظرة المؤلف.
يقدم المؤلف في كتابه لكل ما تنتهجه الحكومات الفرنسية المتعاقبة من سياسات وتشريعات إقصائية إزاء طائفة المسلمين، ثم يتكلم عن “الواقع البئيس الذي يعاني منه الفرنسيون المسلمون”، ويعرض نماذج من “المضايقات والإقصاءات الرسمية” التي تنتهجها الدولة الفرنسية إزاء المسلمين.
ويقدم الكاتب عرضا عاما عن الإعلام الفرنسي، وأجهزته بشتى أنواعها؛ فيعالج ما يقول إنها “الحرب الإعلامية المستعرة” التي يشنها هذا الإعلام على الإسلام والعرب وعلى جاليات المسلمين بالتحديد، ثم يتطرق إلى فصل خاص بحرية التعبير فـيُـبْرِز “ازدواجيتها لدى الفرنسيين وساستهم”، قبل أن يكرس فصلا آخر للديموقراطية والنظام الأوليجاركي الفرنسي، فيسرد بعض “الفضائح المنكَرة التي كان أبطالها ساسة كبار يشغلون أعلى المناصب في قلب النظام الفرنسي”.
ثم يتكلم الكاتب في فصل سمّاه “قوانين العار” عن سلسلة القوانين ومشاريع القوانين التي أصدرها البرلمان الفرنسي – في السنوات الأخيرة – مستهدفا بها طائفة المسلمين، وتم من خلالها إقصاء فئة النساء المتحجبات؛ باسم العلمانية وحيادية الدولة إزاء الأديان.
ويُعرّج على إشكالية العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان في فرنسا؛ فيتكلم عن ظروف السجناء المسلمين في فرنسا، والذين قال إن أغلبهم تحول إلى الدين المسيحي بسبب الدور الفعال الذي تلعبه حملات التبشير المسيحية في السجون الفرنسية.
أما عن المرأة، فيسرد الكاتب بالأرقام والإحصاءات الرسمية، ما قال إنه “شتى أنواع الظلم والاضطهاد والتهميش الذي تتعرض له المرأة الفرنسية”.
أما في الجزء الثاني من الكتاب فتكلم فيه المؤلف عن الإسلام في فرنسا: ظهوره، وتطوره، وحضوره؛ وعن المؤسسات الإسلامية الكبرى العاملة على الأرض، كما يعرض نبذاً عن بعض الشخصيات المناوئة للحضور الإسلامي والشخصيات المشجعة له والمدافعة عنه.
وأخيرا، يختم المؤلف بعرض مفصل عن المنظمات والجمعيات واللوبيات المناهضة للإسلام على التراب الفرنسي، فيتكلم عن أجهزة المخابرات، وعن اللوبي الصهيوني وأنظمته ودورهما في التحريض على المسلمين في فرنسا.
وبالجملة، فالكتاب يقدم صورة مكتملة عن فرنسا، لكل عربي يريد أن يتعرف على هذا البلد الذي نجهل عن أسراره وخباياه الكثير والكثير.
تم نشر الكتاب في صيغته الإلكترونية من طرف المركز الديموقراطي العربي للدراسات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية.
ومؤلف الكتاب عبد الله ولد المرواني، هو كاتب موريتاني مقيم في فرنسا، يتولى إدارة المرصد الفرنسي لقضايا الإسلام، وهو مرصد حقوقي يهتم بالحضور الإسلامي في فرنسا، وبحقوق الإنسان وشؤون الأقليات المسلمة في أوروبا.