لم تتمالك إحدى الموظفات في الوكالة التجارية للبنك الشعبي الموريتاني فرع « صكوك »، دموعها ما إن رأت والدتها تنتظرها عند البوابة الخارجية، لتدخل هي الأخرى في نوبة بكاء من شدة التأثر بعد النجاة من حادثة السطو على الوكالة صباح اليوم الأربعاء.
تخرج العاملة لتعانق والدتها طويلا، تسجد الوالدة حمدا لله أن ابنتها بخير ولم تصب بأذى، ثم تمسحُ دموعها لكنها انهمرت بغزارة مرة أخرى.

يتدخل أحد الحاضرين ويواسي الوالدة، يطمئنها على أن ابنتها بخير، و«أن كل شيئ سيكون بخير»، قبل أن تدلف الضحية ووالدتها داخل الوكالة لاستكمال الاستماع إليها من طرف الشرطة.
في محيط الوكالة تجمع عشرات المواطنين؛ بعضهم كان شاهدا على الحادثة يحكيها بتفاصيلها، كما هو حال الشاب محمدي همت الذي قال إن أحد اللصوص أشهر مسدسا في وجه مدير البنك، محاولا الحصول على سيارته تمهيدا للفرار بعد السطو.
يقول محمدي لـ « صحراء ميديا » إنه كان يخرج من محل تجاري مجاور للبنك، حين شاهد ملثمين، أحدهما يرتدي دراعة، يخرجان من الفرع وبحوزتها مبالغ مالية في أكياس.
ويضيف أن أحد أفراد التجمع العام لأمن الطرق ما إن شاهدهما حتى أخذ يرمي الحجارة على اللصين، محاولا تعقبهما مما أعاق وصولهما إلى سيارة المدير، ثم لاذا بالفرار.
وأشار إلى أنهما تمكنا من إيقاف سيارة من نوع « هيونداي » وانتزعاها من صاحبها ثم لاذا بالفرار نحو الجنوب، في اتجاه شارع يعرف باسم (شارع جانبور).
حين فشل أحد أفراد أمن الطرق في توقيف اللصوص، اتصل لاسلكيا بالإدارة وأبلغها بأن عملية سطو حدثت في الفرع على شارع « صكوك »، وبعد دقائق من الإبلاغ وصلت وحدة من أمن الطرق وأخرى من الشرطة.
ودخل عناصر الأمن الفرع وبدأوا التحقيقات الأولية بالاستماع إلى عمال الفرع والحاضرين للحادثة.
وبحسب مصادر أمنية قريبة من التحقيق الأولي، فإن الملثمين تمكنا من الاستيلاء على مبالغ قدرها خمسة ملايين أوقية قديمة.

بينما تجري الشرطة التحقيقات، تجمع العشرات يحللون ويستمعون إلى شهود كانوا بالقرب من مسرح الحادث الذي يصفونه بـ « المأساوي ».
أحد الشهود قال لـ “صحراء ميديا”، إن الملثمين “خطيرين”، لأنهما أطلقا الرصاص في السماء، حين رشقهما الحاضرون بالحجارة، ما بث الرعب فيهم.
في غضون ذلك، تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي، مقطعا مصورا للعصابة التي سطت على فرع البنك، صورته مواطنة كانت بالقرب من الحادثة بالصدفة.
وأظهر المقطع شخصين ملثمين يحاولان ركوب سيارة مركونة أمام مقر الوكالة، فيما حاول بعض المواطنين إعاقتهما، من خلال رشقهما بالحجارة، ليقوم أحدهما بإطلاق رصاصات في الهواء.