سلط محللون سياسيون وخبراء اقتصاديون، بأصيلة، الضوء على ضرورة تطوير شراكات اقتصادية داخلية بالقارة الإفريقية، من خلال إعطاء الأولوية للتجمعات والتكتلات الإقليمية، والاهتمام بالتعليم لضمان تنمية حقيقية بالقارة.
وناقش المتدخلون، في ندوة بعنوان “إفريقيا والغرب : آفاق اقتصادية وتجارية من أجل شراكة مستقبلية” في إطار الدورة ال 37 لجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة والدورة ال 44 لموسم أصيلة الثقافي الدولي، “العلاقة بين السلام والاستقرار والتربية، باعتبارها شرطا لا غنى عنه لتنمية القارة الإفريقية”.
واعتبر مدير مكتب واشنطن لمؤسسة “شبكة صانعي السلام الدينيين والتقليديين”، محمد السنوسي، أن إفريقيا من حقها الاعتزاز بتوفرها على موارد طبيعية هائلة، والتي تحتاجها من أجل النمو، إلى جانب رأسمال بشري كبير بالنظر لتعداده وشبابه، لافتا بالمقابل إلى أن القارة عانت من الاستعمار والنزاعات التي منعتها من الاستغلال الأمثل لهذه الموارد.
وتابع بأن تنمية القارة الإفريقية يتعين أن تمر عبر إرساء سلام دائم يضمن الاستقرار، معتبرا أنه لا يمكن لهذا السلام الدائم أن يوجد أو يقود إلى تنمية حقيقة إلا بمشاركة كافة أطياف المجتمع.
وأكد السنوسي أن الرفاهية والتنمية بالقارة تتطلب أيضا تعزيز التعليم للاستفادة من الموارد البشرية المهمة التي تزخر بها القارة، مبرزا أن تعليما فعالا يستجيب لحاجيات القارة لا يمكن أن ينجح إلا بعقد شراكات إفريقية تأخذ بعين الاعتبار الديناميات الخاصة بالقارة.
من جهته، دعا وزير الخارجية السابق لجمهورية الرأس الأخضر، فيكتور بورخيس، إلى اعتماد أداء مختلف وأكثر مصداقية للمؤسسات والمنظمات الاقتصادية الإقليمية، والتي فقدت العديد من بينها ثقة الدول بسبب طريقتها في معالجة بعض القضايا، مشددا على أن هذه الإشكالية ذات الطبيعة السياسية يتعين أن تسوى قبل فتح حوار فعال بين مختف الفضاءات الإقليمية بالقارة.
بهذا الخصوص، توقف بورخيس عند الأهمية الحيوية للعلاقة بين السلام والاستقرار والأمن والذي يعتبر أفضل ضمانة لمواصلة الأنشطة الاقتصادية، وبالتالي تحقيق التنمية، مشيرا إلى أن رفاهية القارة يتعين أن تمر عبد تطوير جيل جديد من الزراعات القائمة على الابتكار في الإنتاج والتحويل والتوزيع، وكذا عبر تكوينات وتدريبات تلائم حاجيات وخصائص كل بلد على حدة.
ويرى المستشار ومدير “مختبر بيانات النيجر”، بوبكر عيسى عبد الرحمان، أن هناك ضرورة ماسة إلى العمل بالاعتماد على بيانات محينة للتمكن من التفكير في تنمية إفريقيا وتجسيد هذه التنمية بشكل ملموس، وذلك بهدف تتبع ومواكبة مختلف المشاريع المهيكلة بالقارة.
ويشارك في فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي وجامعة المعتمد بن عباد المفتوحة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بمبادرة من مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وبلدية أصيلة إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، أزيد من 300 شخصية ومتحدث رفيع المستوى، إلى جانب برنامج ثقافي وفني غني.