قال الدبلوماسي الموريتاني محمد الحسن ولد لبات، مدير ديوان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، إن وفدا رفيع المستوى من الاتحاد الأفريقي ينوي التوجه إلى الخرطوم للبحث عن تسوية الصراع المسلح في السودان، ولكنه تأخر بسبب انعدام الأمن في مطار الخرطوم.
ولد لبات كان يتحدث في مقابلة مع قناة الجزيرة، من العاصمة الأثيوبية أديس ابابا، فقال إن “مجلس السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي عقد اجتماعا طارئًا سريعا أمس (السبت) بأديس ابابا، وقرر من بين بعض الإجراءات والمواقف، أن يطلب من رئيس المفوضية موسى فقي محمد السفر في أسرع وقت ممكن إلى الخرطوم”.
وأضاف ولد لبات أن مجلس السلم والأمن طلب من فقي محمد أن “يبذل كل المساعي لدى الأطراف، من أجل إيقاف القتال بصورة سريعة، وبدون أي شرط، والرجوع إلى طاولة المفاوضات والحوار الهادئ، تفاديا لدمار بالسودان وإلحاق أكبر الأضرار بشعبه وبأمن الأمة السودانية والمنطقة والقارة بصفة عامة”.
وقال الدبلوماسي الموريتاني إن الوفد يضم إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، مفوض الأمن والسلم في الاتحاد الأفريقي.
قبل أن يشير إلى أنه بعد أن استعد الوفد للسفر كان “مطار الخرطوم غير صالح لنزول الطائرات، وكل الرحلات معلقة، وقد تكون لحقت به بعض الأضرار، وحسب المعلومات المتوفرة لدينا لحد الساعة أنه في منطقة غير آمنة لقرب الصراع المسلح منها، وربما حتى فيها”.
ولكن الدبلوماسي الموريتاني شدد على أنه “حالما تكون هنالك أي سانحة، مهما كان ضيقها، سينتقل بحول الله هذا الوفد رفيع المستوى من الاتحاد الأفريقي إلى السودان”.
وأشار في السياق ذاته إلى أن اتصالات مع الأطراف في السودان “قائمة” منذ أمس (الأحد) والبارحة وهذا الصباح، قبل أن يضيف: “لا أريد أن أدخل في تفاصيلها ولكنها قائمة”.
وقال ولد لبات إن “هنالك الكثير من الآراء في الساحة السودانية، ولكن الرأي الغالب في السودان ونحن نتابع الوضع عن كثب، هو رغبة الشعب والنخب كلها في أن تحقن الدماء وأن يتوقف الصراع العسكري وأن تحل الأمور بصورة سلمية، ونرجو أن يتأكد هذا التوجه ليعم وليفرض نفسه على كل من يعاند أو يقاوم”.
وأضاف أنهم في مفوضية الاتحاد الأفريقي يؤكدون أنه “لا فائدة في اللجوء إلى العنف، ونرى أن كل حل عسكري وإن أعطى نقطة في الصراع لهذا الطرف أو ذاك، لن يشكل حلا نهائيا للأزمة العميقة في البلاد، ولن ينفذ إلى جذورها، وبالتالي فالمصلحة تقتضي بكل المعاني أن يتوقف الاقتتال بسرعة، وبدون شرط، وأن يرجع كل الأطراف، عسكريون أو مدنيون، إلى طاولة المفاوضات”.
وشدد على أنهم في المفوضية يعتقدون أن الحل في السودان يجب أن يكون سودانيًا وبرعاية أفريقية.
وسبق أن أعلنت الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، أمس الأحد، أنها تنوي إيفاد رؤساء كينيا وجنوب السودان وجيبوتي، من أجل أن يقودوا وساطة بين الأطراف المتنازعة في السودان، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإنهاء المواجهات المستمرة منذ فجر أمس السبت.
واندلعت فجر السبت مواجهات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، فيما شنت القوات المسلحة السودانية ضربات جوية على معسكرات لقوات الدعم السريع، ونشبت معارك عنيفة في المدن الكيرة، أسفرت حتى الآن عن مقتل العشرات.