مع اقتراب حلول عيد الفطر، تنتعش الأسواق ويكثر الطلب على الملابس الجديدة، لكن اللافت في هذا العيد هو الإقبال المتزايد على الملابس المستخدمة، الأكثر وفرة والأقل سعرًا.
يقول تاجر ملابس مستخدمة، إن الإقبال قبل العيد بأيام «تضاعف عن الأعياد السابقة ولا شك سيزداد مع اقتراب العيد أكثر».
التاجر الذي بسط بضاعته على جنبات الشارع المحاذي للسوق، يفسر الإقبال على بضاعته بالقول إن «المواطن يبحث عن سعر أقل أو على الأقل معقول في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني في كل المواد الأساسية».
يستدرك التاجر أن الملابس المستخدمة هي كذلك «تأثرت بارتفاع الأسعار وصعوبة النقل كما يقول الموردون، لكنها تبقى أسهل على الناس من الملابس الجديدة».
يضج محل صغير وسط السوق المركزي، بالقادمين من مختلف مناطق العاصمة نواكشوط، لاكتشاف ما يعرضه تاجر شاب من ملابس مستوردة من اسبانيا، تبدو الأسعار مرتفعة.
يقول التاجر الشاب إنه لم يلاحظ ضعف إقبال كبير على اقتناء الملابس الجديدة، ويعلل ذلك بأن «المستهلك ليس أمامه خيار لابد أن يشتري ملابس العيد والأسعار المتوفرة الآن في السوق على نفس القدر من الارتفاع» وفق تعبيره.
نقص القماش
أغلب التجار الذين قابلناهم في السوق كانوا يتحدثون عن ارتفاع أسعار ملابس الرجال، بالخصوص «الدراريع» فهي في ارتفاع مذهل، على حد تعبير أحد التجار.
يقول صاحب محل لبيع «الدراريع» إن المشكلة الحقيقية ليست في غلاء أسعار القماش المستخدم في هذا المنتج، بل في كونه «منقرض تماما من السوق».
يوضح التاجر أن هذه الوضعية تعود إلى عدة أسباب منها أن المستهلك غالبا ما يبحث عن نوعية واحدة، وأن تلك «النوعية في ارتفاع جنوني لأسعارها بسبب الاحتكار وعدم ضبط الأسواق»، وفق تعبيره.
ويختلف الوضع بشكل أقل في أسعار «الملاحف»، الزي النسائي الذي كانت أسعاره مرتفعة، إلا أنها حافظت «على قدر من الموضوعية في هذا الارتفاع خصوصا ذلك المصنوع منها محليا» على حد وصف إحدى التاجرات.
ويتزامن العيد هذا العام مع «أزمة» في ارتفاع الأسعار «تتفاقم بشكل يومي ولم تقتصر على المواد الغذائية فقط بل طالت كذلك الملابس وكل حاجيات العيد».
ولمواجهة هذه الأزمة عمدت الحكومة الموريتانية، خلال الأيام الماضية، إلى توزيع مليار أوقية قديمة على عشرة آلاف أسرة موريتانية في العاصمة نواكشوط، من الفئات الأكثر هشاشة، للتخفيف من تداعيات جائحة كورونا وأزمة الغلاء العالمية.