إنّ حماية مدينة نواكشوط فكرة نبيلة اقترحها رئيس الجمهورية. ومن الأكيد أن حزاما أخضر حول العاصمة سيضطلع بعدة أدوار، بحسب علاقة الأشجار بالمناخ أو التنوع البيولوجي، أو باعتبارها مصدر حياة، إذ اقتصرنا على ذكر الأشجار الواقية.
واليوم، يتعرض سكان العاصمة إلى عدة مخاطر من جراء وقود المحركات واستخدام الغاز والكهرباء، مما قد يتسبب في العديد من الحوادث المنزلية : الاختناق، الانفجار، الصدمات الكهربية، المواد الكيماوية مثل ماء جافيل والأدوية التي تتسبب في حدوث التسمم.
ويعدّ التثبيت الميكانيكي للرمال وغرس الأشجار من ضمن الإجراءات التخفيفية أو التصحيحية لتلك الوضعية المحتملة، ولظاهرة التصحر التي مافتئت تتفاقم.
وفي هذا الإطار بالذات، يندرج استحداث برنامج لحماية العاصمة، لكنّ يظهر أنّ تصميم تنفيذه من طرف طاقم الوزارة تجاهل التنظيم والتقنية المناسبين لبلوغ النتائج المرجوة.
وفي الواقع، فقد حدد الطاقم المواد النباتية التي ستستخدم في التثبيت الميكانيكي للرمال : اليتّوع (الفرنان)، تيتارك، قرون لمحادة.
السيد الوزير :
إنّ قطع ما تبقى من حيوب “الفرنان” و”تيتارك” بالقرب من مدينة نواكشوط لا يكفي لتغطية 1/1000 من المواد المطلوبة لتثبيت الرمال.
بل إنّ إمكانياتنا الغابية لا تكفي لتثبيت أكثر من 500 هكتار بحواجز من فئة 20 م في 20 م وفي بعض الأحيان 15 م في 15 م ؛ مما يعطي ما بين 1200 متر خطي في الهكتار الواحد، و 1400 متر خطي في الهكتار الواحد، إذا علما أّ مترا خطيا واحدا من تثبيت الرمال يستلزم على الأقل 4 شجيرات من اليتوع (أفرنان)، وهكتارا واحدا يتطلب تثبيته 4800 نبتة من اليتوع. وبهذا المعيار، فإنّ تثبيت الـ 500 هكتار يستلزم 2400.000 نبتة ستخلف تصحرا بهذا الحجم في منطقة تعرف عجزا في الأمطار منذ أكثر من 50 سنة، من أجل محاولة تشجير غير مضمونة النجاح.
السيد الوزير :
إنّ الاستراتيجيات والسياسات في المجال الغابي تعتمد على المحافظة على الموجود وتحسين الوضعية القائم.، وفي هذا الإطار، يجب أن تفكروا في استخدام المواد الاصطناعية مع محامل من أغصان البروزوربيس، ولاسيما أنّ ثمن المواد الاصطناعية منافس، ومدتها طويلة، ويمكن رفعها وإعادة استخدامها، بخلاف المواد النباتية. ومن جهة أخرى، فإنّ مواد التسييج (لتثبيت الرمال) يجب أن يراعي معايير، من ضمنها نفاذية بين 30 إلى 40 % وإمكانية رفع الحواجز كلما غطتها الرمال. لكن هذه المعايير لا تتوفر بتاتا في المواد النباتية لتثبيت الرمال. ومن الناحية الفنية، يجب أن يقصر استخدام المواد النباتية على حماية النبتات الفتية التي استنبتت داخل السياجات (للتأثير على وتيرة الرياح لمدة قصيرة)،
وليكون ذلك الاستخدام وسيلة لمحاصرة الرمال.
السيد الوزير :
ألفت انتباهكم إلى أنّ مصنع رسكلة المنتجات البلاستيكية يمكن أن يوجه لتحويل البلاستيك إلى مواد اصطناعية لتثبيت الرمال. وإذا ما اعتمدت هذه الطريقة البديلة، سيحل العديد من المشاكل، تتمثل في التشغيل، وتثمين البلاستيك، وحماية البيئة الخضراء التي تحمينا عن بعد.
لمهابة ولد النويصري
مهندس غابات
رئيس منظمة “حماية البيئة” منظمة غير حكومية
Tel : 2200811