تداول الموريتانيون الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لوزير الشباب برفقة مجموعة من المزارعين في قرية نائية من «مثلث الفقر»، وإن كان أغلب المعلقين قد استحسنوا تصرف الوزير، وصفها آخرون بأنها «دعاية».
أظهرت الصور الوزير الطالب ولد سيد أحمد، وهو يحمل المعول والفأس ليكسر بهما الأرض الصلبة، ويتحدث بحماس للعديد من المزارعين الشباب، أغلبهم بدا سعيداً بأن يشاركه «وزير» في عمله اليومي، الذي مارسه لسنوات بعيداً عن أي اهتمام رسمي.
الوزير القادم من قرية «غوراي» بولاية لعصابة، منذ أن دخل الحكومة العام الماضي، وصوره تثير الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، وينقسم حولها المعلقون بين من يرونها خرجات تتسم بالبساطة والعفوية، ومن يراها مجرد محاولة لكسب تعاطف الرأي العام عبر دعاية سياسية واضحة، وفي خضم هذا الجدل أطلقت على الوزير عدة ألقاب من أشهرها «الوزير الطائر» أو «وزير سناب شات».
على غرار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وأغلب أعضاء الحكومة، غادر ولد سيد أحمد العاصمة نواكشوط لقضاء عطلته السنوية، ولكنه حرص على أن ترافقه الأضواء حتى وهو في عمق «مثلث الفقر»، فعاد إلى المشهد عبر صور التقطها وهو يشق الأرض بمعوله وسط مجموعة من المزارعين.
كسرت الصور والفيديوهات رتابة التدوين على فيسبوك بعد أن هيمنت عليه خلال الأيام الأخيرة متابعة ما يجري داخل أروقة شرطة الجرائم الاقتصادية والمالية، وتحقيقها مع الرئيس السابق وبعض وزرائه في ملفات فساد، ليصرف «فأس الوزير» أنظار المعلقين الموريتانيين لبعض الوقت.
بعض المعلقين قرأ في صور الوزير رسالة إلى الشباب مفادها أن «العمل كله شرف»، بينما رأى فيها آخرون أنها تعكس توجه الحكومة نحو الزراعة كقطاع له مستقبل واعد، وكتب الصحفي السالك ولد زيد تعليقا على إحدى صور الوزير: «هنا الأصل.. هنا الكفاح من أجل الوجود وتحقيق الذات.. هنا الحياة والنضال».
وعلق المدون أبو عمار السالك قائلاً: «عادة ما يذهب الوزير، أو حتى المسؤول العادي، للاستجمام في فنادق عالمية أو سياحة قارية، بينما هذا الوزير فضل قضاء راحته في بوادي ولاية لعصابة».
فيما كتب المدون يعقوب سالم: «يشارك أبناء قريته استصلاح الأراضي الزراعية لترسيخ فكرة الاكتفاء الذاتي في صفوف الشباب.. شكرا معالي الوزير».
في المقابل واجهت صور الوزير العديد من الانتقادات، واتهمه بعض المعلقين بأنه منشغل بالدعاية لنفسه بدل الاهتمام بوزارته، وكتب المدون سيدي كماش أن الوزير «على معالي الوزير أن يتذكر وضعية الشباب العاطل عن العمل وحملة الشهادات العليا العاطلين».