قال إنه “رغم الهالة الإعلامية والترويج لسياسات النظام.. فان النتيجة كانت سلبية”
توقع البرلماني المعارض في موريتانيا بدهية ولد اسباعي؛ نائب نواذيبو عن حزب التحالف الشعبي التقدمي، أن يعلن الرئيس محمد ولد عبد العزيز، استعداده للحوار مع المعارضة “التي سيحملها مسؤولية رفضه”.
وأكد ولد اسباعي؛ في لقاء مع صحراء ميديا قبيل بث وسائل الإعلام العمومي برنامجا مباشرا مع ولد عبد العزيز بمنسابة الذكرى الثانية لتنصيبه رئيسا للجمهورية، أن اللقاء “سيتميز بانتقائية في الأسئلة والجمهور، وتكرار للأسطوانة المعهودة (محاربة الفساد، القضاء على المفسدين، محاربة الإرهاب).
ووصف النائب المعارض العرض الذي سيقدمه ولد عبد العزيز وردوده على أسئلة الصحافة والجمهور في برنامج “لقاء الشعب”، بالخطاب الديماغوجي الذي لن يأتي بجديد.
وحول تقييمه لأداء سنتين من حكم ولد عبد العزيز كرئيس للجمهورية، قال ولد اسباعي إنه “رغم الهالة الإعلامية والترويج للسياسات التي أقامت الدنيا ولم تقعدها، فان النتيجة سلبية”؛ بحسب تعبيره.
وأضاف أن ما وصفها بالشعارات التي رفعت لمحاربة الإرهاب والفساد “كانت كلها جوفاء”، مشيرا إلى أن عملية تنظيم القاعدة الأخيرة في باسكنو “أعطت قناعة بان الاستقرار بعيد المنال وانه كان على الجيش أن يبقى في حدوده وداخل الأراضي الموريتانية بدل الزج به في حروب استباقية وهمية لم تات بنتيجة الا وجود القاعدة في عقر الديار الموريتانية من خلال عملية باسكنو”، ومؤكدا أن ذلك “يؤكد صدق مبررات الرافضين للزج بالجيش خارج الحدود”.
اما الحرب الثانية على الفساد؛ يضيف ولد اسباعي، فكانت كلها حربا انتقائية لاستهداف الخصوم المطالبين بإصلاح حقيقي، وهو ما انكشف أمام الجميع الذي اعتبر العملية نوعا من تصفية الحسابات؛ على حد وصفه.
وأشار النائب المعارض، إلى أن الوضع الاقتصادي للبلد “وصل ذروة السوء بحيث لا يكاد يمر يوم دون أن يشهد مظاهرات مطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية”، قائلا إن الاحتجاجات “شملت كافة الطيف الموريتاني (شباب، عمال، نقابات، وجال، ونساء) وهو ما يعطي القناعة بفشل السياسات الاقتصادية المتبعة”.
واعترف ولد اسباعي بأن الحكومة وزعت الكثير من القطع الأرضية على المواطنين، في إطار عملية إعادة تأهيل الأحياء العشوائية، إلا أنه أكد أن “الفوضى والانتقائية ظلا طابعه المميز”، مستدلا بأن “الحي الساكن الذي بدأت به الدعاية توجد به الآن 400 حالة عالقة لم تجد مشاكلها طريقا إلى التسوية.. ناهيك عن أن الأماكن الاستراتيجية في عملية التخطيط بنواكشوط ونواذيبو تم منحها على أساس ولاءات سياسية وصلات قربى بالمتنفذين في النظام”.
وفي المجال السياسي ألمح ولد اسباعي إلى أن الجميع بات يعرف أن الانسداد هو سيد الموقف وأن الحوار الجاد غائب، رغم كونه مخرج البلد الوحيد من المأزق الذي يعيشه؛ بحسب قوله.
وقال إن ما عبر عنه بفشل الدبلوماسية الموريتانية “هو مجرد امتداد لفشل السياسات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية في الداخل”، وأن الدليل على فشل السياسات الخارجية يتمثل في عدم الاستقرار في تعيينات القائمين على العمل الدبلوماسي، “وهي أمور يعرفها المختصون في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية، فوزير الخارجية يجب ان يحتفظ بمنصبه لفترة طويلة ويدعم بكادر بشري مؤهل ومسلح بأخلاق وضمائر حية، عكس ما يحدث في موريتانيا”.
وأكد ولد اسباعي أن القطاع الدبلوماسي “لم يتم ولوجه، منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، إلا من خلال الولاءات السياسية والقبلية دون الرجوع إلى أهمية الخبرة وعامل الأخلاق”، مشيرا إلى أن ذلك هو ما “حوله من قطاع مهم إلى مشلول وعاجز. ولا أدل على ذلك من فشل موريتانيا في حل نزاعي ليبيا وساحل العاج”.