أعلنت الحكومة الموريتانية أن ملاحظات تتعلق بالتمويل والمناهج والارتباطات السياسية هي السبب وراء إغلاق مركز تكوين العلماء وسحب رخصة جامعة عبد الله ابن ياسين، وهي خطوات أقدمت عليها السلطات خلال الأيام الأخيرة فيما اعتبر تصعيداً ضد الشيخ محمد الحسن ولد الددو والمحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين.
وقال محمد الأمين ولد الشيخ، الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية، إن هذه المؤسسات « كان مرخصا لها ولكنها كانت محل متابعة من طرف الجهات الأمنية طيلة مسيرتها، وظل هنالك تقييم مستمر لعملها ».
وأشار الوزير إلى أنه قبل عام فقط « كان هناك تفتيش ومتابعة »، مؤكداً أن المؤسسات العلمية متابعتها طويلة الأمد لمعرفة مناهجها وطرق تمويلها وتوجهاتها.
وأكد الوزير أن الجهات الأمنية « سجلت بعض الملاحظات، منها شبهات خلط أو تماهي مع حزب سياسي معين، والقياديون في هذا الحزب هم من يقودون هذه المؤسسات، هناك شبه خلط تام ».
وأوضح الوزير أن هنالك تيار سياسي متشعب « كما أن المرابطين هي الذراع الإعلامي لهذا التيار، فإن الحزب هو الذراع السياسية »، مشيراً إلى أن المؤسسات كانت تمثل الذراع العلمية.
وأضاف الوزير أن التحقيقات قادت إلى « شبهات فيما يتعلق بتمويل المركز والجامعة، وشبهات حول أوجه الصرف »، وفق تعبيره.
ووجه ولد الشيخ انتقادات لاذعة لمركز تكوين العلماء وقال إنه « انحرف عن المدرسة الشنقيطية العتيقة »، ولذا قررت السلطات أن « تضع اليد عليه، لأنه مؤسسة خاصة ولا يمكن للحكومة أن تغير القائمين عليه ».
وأكد ولد الشيخ أن الحملة الانتخابية الأخيرة « انكشفت فيها الأوراق »، مشيراً إلى ظهور فتاوي لصالح حزب سياسي معين، في إشارة إلى حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية « تواصل ».
وكان ولد الشيخ قد بدأ مؤتمره الصحفي بالحديث عن الإنجازات التي قام بها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز « خدمة للإسلام »، وأكد أنه « لا يمكن أن يزياد عليه أحد في خدمة الإسلام وفي العمل الإسلامي وفي رعاية الدعوة إلى الله في هذه البلاد ».
وقال إن ولد عبد العزيز هو « الرئيس الوحيد في العالم العربي والإسلامي، وقف ليقول إن موريتانيا ليست علمانية وإنما دولة إسلامية، وقليل من الرؤساء من يصرح بهذا ».
وتأتي تصريحات ولد الشيخ لتكون أو تعليق رسمي من الحكومة الموريتانية على إغلاق مركز تكوين العلماء وسحب رخصة جامعة عبد الله ابن ياسين، وهما مؤسستان يرأسهما الشيخ محمد الحسن ولد الددو، أحد أبرز الشخصيات العلمية في موريتانيا والعالم الإسلامي.
وسبق أن وجه الرئيس الموريتاني خلال الحملة الانتخابية الأخيرة انتقادات لاذعة لجماعات الإسلام السياسي، وخاصة حزب « تواصل » المعارض الذي حلّ في المرتبة الثانية خلال الانتخابات الأخيرة.
من جانبها تقول المعارضة إن ولد عبد العزيز يسعى من خلال الهجوم على « تواصل » إلى معاقبته على النتائج التي حققها، واستعداداً لتغيير الدستور من أجل البقاء في الحكم.