أكد الشيخ محمد الحسن ولد الددو على أن الصورة، التي هي أساس العمل السينمائي، ليست غريبة على المجتمع الموريتاني، مشيرا إلى أن شعراء البلد كانوا يحاولون رسم صور شعرية للواقع الذي يعيشونه، وأن جده تنبأ بالكاميرا وهو في طريقه إلى الحج.
وقال ولد الددو، في اجتماع مع إدارة دار السينمائيين، إن فن التصوير يعتبر من أهم الوسائل التي تفرض نفسها في هذا العصر وتخدم الأمة الإسلامية.
وأضاف أنه يرى في دار السينمائيين الموريتانيين مؤسسة ومجموعة قادرة على خدمة دينها وأمتها وعالمها، وأن تمكنها من الفن لا يمكن إلا أن يكون خدمة للأمة.
وأكد الشيخ محمد الحسن على أنه ينبغي على المجتمع المسلم أن يتولى صنع الصورة بنفسه بدل استيرادها، مذكرا بأنه من ضمن القضايا التي يمكن لذاكرة الصورة أن تحتفظ بها وتقدمها للآخرين، إعداد أفلام سينمائية عن حياة بعض علماء البلد الذين هاجروا وتركوا سمعة طيبة للبلد في مختلف القارات، مثل ولد اتلاميد، والحسني… وغيرهما.
وقال ولد الددو إن جمعيتي المستقبل والحكمة تحت تصرف دار السينمائيين؛ في إطار ااتفاقيات التعاون الموقعة بينهم، مختتما حديثه بأهمية المحظرة.
وفي نهاية الزيارة قام بالدعاء، وخص دار السينمائيين، التي حصنها بالرقية الشرعية.
أما عبد الرحمن ولد أحمد سالم، مدير دار السينمائيين، فقد تحدث خلال الاجتماع عن تأسيس الدار، وعن أهم البرامج والمشاريع التي تقوم بإنجازها، فيما تحدث الدكتور محمدو ولد أمين، رئيس مركز البحوث لمنطقة الساحل “سيروس”، عن دار السينمائيين وعلاقته بمديرها، معتبرا نفسه عضوا في الفريق السينمائي.
وكان فريق دار السينمائيين قد أغلق الدار واستقبل الشيخ الددو عند بوابتها طالبين منه فتحها أو إصدار أمر بإغلاقها بشكل نهائي، إلا أنه قام بفتحها مؤكدا أن “دار السينمائيين لا يمكن أن تغلق، لأنها ستنير الجميع“.
كما قام الشيخ الددو بجولة في مختلف أجنحة دار السينمائيين، وفي نهاية الزيارة سجل انطباعاته في الدفتر الذهبي، قبل أخذ صورة جماعية مع الفريق.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة الشيخ الددو لدار السينمائيين هي ثمرة للقاء جمع محمد محمود ولد سييدي؛ الأمين العام للجمعية، وعبد الرحمن ولد أحمد سالم، مدير دار السينمائيين، تم التعرض خلاله لسبل التعاون وآفاقه بين المؤسستين التربويتين، وهو الاجتماع الذي اختتم برغبة الطرفين في إنجاز برنامج مشترك تستفيد بموجبه جمعية المستقبل من تكوين بعض منتسبيها في المجال السمعي البصري، خاصة في مجال استخدام المعدات وتقنية المونتاج، فيما تستفيد دار السينمائيين من لقاءات خاصة مع الشيخ الددو للإجابة على الاستفسارات والاستشكالات الشرعية لأفرادها.
وكان عبد الرحمن ولد أحمد سالم قد أكد في تصريح سابق ل”صحراء ميديا”، على أن “جمعية المستقبل تتقاطع مع دار السينمائيين في أهداف التوجيه والتربية والدعوة، وإن اختلفت أساليب التعليم بالنصوص عن طرق التوجيه بالصورة“.