خرج آلاف المغاربة مساء اليوم الجمعة إلى الشوارع في عدد من المدن، بينها العيون والرباط والدار البيضاء، احتفاءً بقرار مجلس الأمن الدولي الذي تبنّى للمرة الأولى خطة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط كأساس رئيسي لتسوية نزاع الصحراء المستمر منذ عقود.
وصوّت مجلس الأمن على القرار بأغلبية 11 صوتاً مؤيداً مقابل ثلاث امتناعات، فيما امتنعت الجزائر عن المشاركة في التصويت. وحظي القرار بدعم من الولايات المتحدة وفرنسا، ودعا إلى مفاوضات تستند إلى المقترح المغربي، مشيراً إلى أن “حكماً ذاتياً حقيقياً قد يمثل الحل الأكثر واقعية” للنزاع.

وشهدت مدينة العيون، كبرى مدن الصحراء، احتفالات واسعة رفعت خلالها الأعلام المغربية، فيما نظمت مسيرات شارك فيها سكان محليون ومسؤولون منتخبون احتفاءً بما وصفوه بـ”انتصار دبلوماسي وتاريخي للمغرب”.
وكان اجتماع مجلس الأمن مخصصاً لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) التي أُنشئت عام 1991، إلا أن القرار اكتسب هذا العام بعداً سياسياً إضافياً، مع سعي حلفاء المغرب داخل المجلس إلى تثبيت خطة الحكم الذاتي ضمن الإطار الأممي لحل النزاع.
ورحبت الحكومة المغربية بالتصويت واعتبرته “خطوة نحو ترسيخ الاعتراف الدولي بالمبادرة المغربية للحكم الذاتي”.

وفي خطاب متلفز عقب التصويت، قال العاهل المغربي الملك محمد السادس إن بلاده “تعيش مرحلة فاصلة في تاريخها”، واصفاً القرار بأنه “تأكيد تاريخي على مغربية الصحراء وإجماع دولي متزايد حول سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”.
وأضاف الملك أن خطة الحكم الذاتي “هي الحل الوحيد الواقعي والقابل للتطبيق”، مؤكداً أن المغرب “لا يعتبر التحولات الأخيرة انتصاراً على أحد، بل خطوة نحو تعزيز الاستقرار الإقليمي”.
ودعا الملك الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى “حوار أخوي وصادق لتجاوز الخلافات”، قائلاً إن المغرب “منفتح على أي مبادرة بنّاءة من شأنها تعزيز التعاون في المنطقة”.











