يجتاز بلدنا مرحلة حاسمة من تاريخه تستدعي من شعبنا أن يختار الشخص الذي سيدير دفة الحكم لخمس سنوات قادمة مع الحرص على أمنه ووحدته والعمل على إحداث التغيرات التكنولوجية والاجتماعية والبيئية اللازمة لرفاه الشعب وبناء مستقبله. وفي هذه اللحظات الحرجة على الصعيدين الدولي والإقليمي، يجب على كل منا أن يحرص على الاختيار الصائب والعقلاني الذي يعزز استقرار أمتنا ويضعها على سكة التقدم والعدالة الاجتماعية ويحفظ مكاسبها وريادتها على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي مأموريته الأولى، برهن رئيس الجمهورية على قدرة البلد بقيادته على الاستجابة بشكل دقيق وهادئ لسلسلة الأزمات الدولية غير المسبوقة والتي تركت بصماتها على جميع البلدان مع الاستمرار بنفس الوقت في التصدي للتحديات الرئيسية التي تواجه بلدنا في مجالات الأمن والوئام الاجتماعي وتحقيق السيادة في مجال الغذاء والتنمية الداخلية.
فهل من حاجة إلى التذكير، في هذا الإطار، بالتمويلات الهائلة التي تم رصدها من قبل الحكومة خلال هذه الفترة لصالح قطاعات التعليم والصحة التي تضاعفت موازناتها عدة مرات مع تخصيص تمويلات معتبرة للعمل الاجتماعي دعما للشبكات الاجتماعية للسكان عديمي الدخل وتوسيع الغطاء الصحي لصالح من هم اكثر احتياجا أو بإتاحة فرص التكوين والعمل للشباب والنساء؟ وهل من حاجة للإشارة إلى الأشواط التي تم تجاوزها في مجال إمداد البلاد وخاصة مناطق الفقر بالخدمات القاعدية بالإضافة إلى ما تحقق باتجاه الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء؟
إن هذا السعي الدؤوب لرئيس الجمهورية يستحق عن جدارة أن يتواصل ليستمر معه تعزيز قدراتنا الأمنية وقوة اقتصادنا ومؤسساتنا وعصرنة المرافق العمومية وبذل الجهود لتأهيل الشباب ومكافحة كافة أنواع التهميش والفوارق تزامنا مع العمل الاجتماعي العميق للقضاء على العقليات والمسلكيات التي تضر بالوئام وبتنمية الفرد والمجتمع. وإجمالا فإن مواصلة مثل هذا العمل ضرورية لبلورة ديناميكية اقتصادية واجتماعية قوية يمكنها وحدها أن تساعد على التقدم الملحوظ وأن تخلق الموارد والضمير الوطني والمهني بما يلزم لمعالجة كل الأمراض ورفع جميع التحديات.
إن هذه الإرادة المعلنة لتحقيق الطفرة المطلوبة للإحاطة بحل جميع مشاكل البلد ووضع البلاد على السكة التي من شأنها أن تضمن التنمية والوئام هو ما يشكل حسب اعتقادنا أرضية ومغزى التزامات المترشح محمد ولد الشيخ الغزواني لمأموريته ثانية وهو ما نؤيده بكل ما أوتينا من قوة آملين أن يساهم مواطنونا في أن يحقق نصرا مؤزرا لبناء موريتانيا قوية وعادلة وفقا لما يطمح إليه الجميع.
وسنكون بإذن الله وقدرته معبأين بكثرة لنضمن له الفوز ولنواكبه في هذا الاتجاه.
حفظ الله البلد وسدد خطاه بما يضمن له التقدم ويحقق التنمية في ظل الاستقرار والعدل والوئام.
عن مجموعة الفكر “أفق تقدم موريتانيا”
محمد أحمد ولد ديدي
استشاري مستقل