أقيمت اليوم الأحد في جميع مساجد المملكة المغربية، صلاة الغائب على أرواح ضحايا الزلزال البالغ عددهم حتى الآن 2012 شخصا، فيما كانت الأعلام منكسة في أول أيام حداد وطني لثلاثة أيام.
وعلى صعيد آخر أثار الزلزال موجة واسعة من التضامن من قبل العديد من رؤساء الدول والحكومات والمنظمات الدولية، الذين أعربوا عن تعازيهم وتضامنهم مع المملكة والشعب المغربيين.
المساندة الدولية
أرسلت الجارة إسبانيا فريقا من 56 من رجال الإنقاذ، بعدما تلقت طلبا رسميا من الرباط، فيما نبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن احتياجات المغرب من المساعدات هائلة، مشددة على أهمية إيصالها خلال اليوم أو اليومين المقبلين.
وأعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر أن بلاده «أبلغت الحكومة المغربية بوضوح أنها مستعدة لتقديم مساعدة كبيرة ».
وأضاف : «لدينا فرق بحث وإنقاذ جاهزة للانتشار ومستعدون أيضا للإفراج عن أموال في الوقت المناسب لمساعدة الشعب المغربي على النهوض ومواجهة هذه المأساة المروعة ».
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي وصف الزلزال بـ «المأساة» إن باريس «حشدت كافة الفرق الفنية والأمنية لتتمكن من التدخل عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا».
وأشار إلى أن السلطات المغربية «تعرف بالتحديد ما يمكننا توفيره وطبيعته وتوقيت ذلك» مؤكدا أنه «في اللحظة التي يتم طلب هذه المساعدة، سيتم إرسالها ونحن مستعدون لذلك ».
في نهاية قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، وقع ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جزر القمر غزالي عثماني الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الإفريقي، إضافة الى مسؤولين في صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية، إعلانا مشتركا يتعهدون بموجبه «توفير كل مساعدة ضرورية للحاجات الطارئة على المدى القريب وجهود إعادة الإعمار ».
وصرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومقره جنيف، مليون فرنك سويسري(1,1 مليون دولار)من صندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث التابع له، لدعم عمل الهلال الأحمر المغربي الميداني.
وفي الأثناء يتواصل الأحد إقبال المتطوعين على مراكز التبرع بالدم في عدة مدن مغربية، وفق صور تبثها وسائل الإعلام المحلية، بعد أن سجلت ثاني أقوى هزة ارتدادية منذ ليل الجمعة بلغت شدتها 4,5 درجة صباح اليوم الأحد.
حملة التبرع
وشهدت عدة مدن مغربية إقبالا كثيفا يومي السبت والأحد، على مراكز الدم للتبرع تضامنا مع ضحايا الزلزال الذي ضرب مساء الجمعة جهة مراكش – آسفي.
واستهدفت هذه العملية، التي انخرط فيها أيضا رجال الأمن الوطني والدرك الملكي، والسلطة القضائية وجمعيات المجتمع المدني الرفع من مخزونات منتجات الدم بالمستشفيات والمساهمة في إنقاذ الأرواح البشرية.
وقالت وكالة أنباء المغرب العربي (رسمية) إنه بمجرد افتتاح المراكز، «تقاطر المواطنون رجالا ونساء بأعداد غفيرة للمشاركة في هذه العملية التضامنية الإنسانية، لتعزيز مخزون الدم ومساعدة ضحايا زلزال الحوز الذي خلف العديد من القتلى والمصابين».
وأكدت المسؤولة عن وحدة بنك الدم، خديجة الأزهري، أن اليوم الأول من هذه التعبئة الشاملة «شهد جمع عدد مهم من أكياس الدم » مشيرة إلى أن الهدف منها هو تجديد مخزون الدم وتشجيع المتبرعين للمساهمة في هذه المبادرة الإنسانية.
وفي أحدث حصيلة لوزارة الداخلية المغربية فقد ارتفع عدد ضحايا الزلزال إلى 2012 شخصا، وعدد الجرحى إلى 2059 منهم 1404 حالات خطيرة.