توعد الرئيس السنغالي ماكي صال مثيري أعمال “العنف” والشغب التي تشهدها البلاد منذ فترة، مؤكدا أنه سيحمي البلاد مهما كلف الثمن.
وكان صال يتحدث أمس الأربعاء في خطاب لختام حفل انطلاق الحوار الوطني مع القوى الحية في السنغال، والذي حضره عدد من المعارضين، أبرزهم خليفة صال رئيس حزب تاخاوو سنغال، وعضو تحالف “أنقذوا السنغال” المعارض.
وقال الرئيس السنغالي إن “هناك وضعا جديدا في البلاد، حيث اختار البعض النيل من الجمهورية، ذلك خيارهم، يضيف صال، لكن في مواجهته، أنا ملزم بحماية هذه البلاد مهما كان الثمن”.
وشدد صال على أنه “لن يقبل التهديدات اليومية من قبل البعض وإحراق منازل القضاة”، منددا بالتهديدات التي يتلقاها بعض القضاة عبر الهاتف.
وجاءت تحذيرات الرئيس السنغالي، بعد أسابيع من مظاهرات في العاصمة داكار وعدد من المدن الأخرى، تزامنت مع مثول المعارض وعمدة زيكنشور عثمان سونكو أمام القضاء في عدد من القضايا، قال القضاء السنغالي كلمته فيها، وسجن ستتة أشهر مع وقف التنفيذ، وسنتين نافذتي، في ملفين منفصلين.
وخلال هذه المظاهرات، تتحول العاصمة داكار إلى شبه مدينة أشباح، بعد أن تغلق المحلات التجارية أبوابها وتتعطل الحياة، وسط مناوشات بين المتظاهرين وقوات الشرطة والدرك.
ودافع صال عن قوات الدفاع والأمن، التي وصفها بالقوة الجمهورية، و قال إن البعض يتهمها باستهداف المتظاهرين، متسائلا عن أي مصلحة للشرطة والدرك في استهدافهم.
وتابع “يجب أن نفرض احترام القانون، ويجب أن يتوقف البعض عن إضرام النار في المنازل عبثا، لن نقبل باستمرار هذه الوضعية”، مشددا في حديثه الموجه إلى أنصار المعارضة، وخصوصا عثمان سونكو، أن الدولة لن تتخلى عن مسؤولياتها، وهي توفير الأمن للمواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم.
وقال صال إن هناك “حملة تشويه خارجية تستهدف البلاد ومؤسساتها والديموقراطية السنغالية”، مشددا على أن “النيل من هيبة الجمهورية، لن تقبله السنغال”.
ودعا صال في الوقت نفسه إلى “احترام القانون، إذا ما أردنا السير إلى الأمام”، مؤكدا أن الحوار يبدأ باحترام القانون.
خطاب الرئيس السنغالي جاء في وقت دعا فيه رئيس حزب باستيف المعارض عثمان سونكو في كلمة الثلاثاء أنصاره إلى الخروج إلى الشوارع تعبيرا عن تضامنهم معه، ضد ما وصفه بالإقامة الجبرية التي تفرضها عليه السلطات، في منزله بداكار.
وكان سونكو رفض المشاركة في الحوار الذي انطلق أمس، ووصفه بالمهزلة، مشيرا إلى أن تجارب 2016 و 2021 لم تؤدي إلى نتيجة.
لكن أحد أبرز القيادات في التحالف المعارض يوي اسكان وي، وعمدة داكار سابقا خليفة صال، شارك في الحوار، وسط حديث عن انشقاقات سياسية في التحالف.
وقال خليفة صال إن الحوار يجب أن يناقش الأسباب التي دفعت القسم الراديكالي من تحالف يوي اسكان وي إلى مقاطعته، معددا من بينها ترشيح الرئيس ماكي صال لولاية رئاسية ثالثة، وتميكن كل من يرغب من الترشح للانتخابات، والإفراج عن من وصفهم بالمعارضين السياسيين.